يشهد قطاع غزة تحركا دبلوماسيا وسياسيا على محورين، المحور الأول لمصلحة إعطاء دفعة للمصالحة الفلسطينية بين حركة فتح وحماس، والمحور الثاني لرفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، حيث سيقوم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الأسبوع المقبل بزيارة لقطاع غزة بهدف تعزيز الجهود لرفع الحصار الإسرائيلي المفروض عليها، وإعادة فتح ملف الوحدة الوطنية الفلسطينية. كما سيقوم وفد من حركة فتح أيضا بزيارة إلى غزة لإحياء مشروع المصالحة والاستفادة من تداعيات مجزرة أسطول الحرية لإعادة اللحمة الفلسطينية وتوحيد الجهود لرفع الحصار. وأفاد سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس في تصريحات ل «عكاظ»، أن الحركة ترحب بزيارة موسى إلى غزة ولا تمانع في زيارة وفد حركة فتح للقطاع. وأضاف أن غزة مفتوحة للجميع، بيد أنه لم يستبعد أن تكون تصريحات الرئيس أبو مازن، والتي أعلن فيها عن إرسال وفد من فتح لإطلاق مشروع المصالحة، تهادنية أكثر منها عملية. وأضاف إذا كانت حركة فتح ترغب في إعادة بناء إجراءات الثقة مع حماس فعليها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين من سجون الضفة. وحول موقف حماس من إمكانية زيارة الرئيس أبو مازن إلى غزة، أكتفى بالقول إنه لم يتم الإعلان رسميا عن زيارته ولكل حادث حديث. وحول ما يثار أن «حماس دمشق» ترفض زيارة أبو مازن إلى غزة فيما توافق حماس غزة عليها، قال لا يوجد في حركة حماس هذه التقسيمات، موضحا هناك حركة موحدة بموقف موحد وهي حركة حماس، وأكد حرص الحركة على تعزيز المصالحة عبر الحوار وليس فرض الشروط. وكان المتحدث باسم الجامعة العربية هشام قد أعلن عن زيارة لموسى إلى غزة ستتم قريبا لبحث كيفية تحقيق المصالحة الفلسطينية، كما أعلن محمود عباس أنه سيرسل وفدا إلى غزة لإجراء مفاوضات للمصالحة مع حركة حماس بعد الهجوم الإسرائيلي الدامي الإثنين الماضي على أسطول الحرية. وهناك انقسام بين فتح وحماس منذ سيطرة الأخيرة بالقوة على قطاع غزة في 2006. وساهم الهجوم الإسرائيلي على غزة في نهاية 2008 ومطلع 2009 في تصاعد الانقسام. وأفادت مصادر فلسطينية أن زيارة موسى إلى غزة هي للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع والتعرف على احتياجات الفلسطينيين وكيفية العمل على تجاوز الوضع الحالي وكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. ولم تستبعد المصادر أن تتمخض زيارة موسى في عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مشيرة إلى أن أنقرة تعمل بهدوء للتوصل إلى تحقيق المصالحة بين فتح وحماس. وأضافت المصادر أن الجامعة تدعم تحرك أنقرة. وكان رئيس الوزراء التركي قد أوضح أن تركيا مستعدة لأداء دور نشط للتوصل إلى مصالحة بين حركتي فتح وحماس.