تقول العرب: "ما أكرمهن إلا كريم"، مشيرين إلى حقيقة، فكل ما كان القوي كريماً كلما منح غيره رعايته وطيبته، وهذا ماتلمسه المرأة في بلادنا من قرارات خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي لن يكون آخرها منحه للمراة السعودية حق المشاركة في مجلس الشورى بوصفها عضواً، اعتبارا من الدورة القادمة وحق الانتخاب والتصويت في المجالس البلدية. الحقيقة أن المتتبع لتاريخ نيل المرأة في العالم لما يسمى بحقوقها يجد طريقاً مليئاً بالتعرجات، بل إنها حتى بعدها تظل عشرات السنين تدور في رحى معركتها نحو نيل حقوقها، وأبرز مثال على ذلك الثورة الفرنسية التي شاركت فيها المرأة بدوررئيس ومع ذلك لم تعط الثورة الفرنسية التي قامت عام 1789 م للمرأة أي حق للمشاركة في صنع القرارأو الانتخابات إلا في عام 1946. المتتبع لتاريخ بلادنا يجد أن كل ملك من ملوكنا قد منح المرأة خياراً جديداً لحياة أكرم وأكثر تحضراً مستندين على نهج إسلامي عظيم، بدءاً من العلاقة الأخوية والاعتزاز الذي أظهره الملك عبدالعزيزلأخته نورة حتى عرف "بأخو نورة"، مقدماً صورة الرجل العربي الذي يفاخر بأخته ويعتز بها بل هناك بعض الكتب التي تؤكد أن أول خط هاتفي وضع في الرياض وصل بين قصره وقصرها إشارة لكونها مستشارته الأهم وسنده الأقرب. أما الملك فيصل رحمة الله عليه فأكرمها بالتعليم، وتتابع تيسير طريقها نحو التميز والرقي في عهد الملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهما. وهاهو خادم الحرمين الملك عبدالله يقدم للفتيات جامعات خاصة بهن في أجواء تناسب حياتنا ومنهج شرعنا في موافقة بين الإسلام والتحضر أجادها السعوديون لنشهد بالأمس القرارالتاريخي العظيم، فهؤلاء اللواتي حظين بحق التعليم والابتعاث واكتساب الخبرات جاء اليوم الذي تطمع الدولة في جني ثمرات ماقدمته لهن عبر مشاركتهن في مجالس الشورى والبلدية. وما ذلك إلا إكمالاً لمسيرة نساء أخبرنا التاريخ الإسلامي عن مشاركتهن كمستشارات؛ وهاهو يذكر استشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية واستشارة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها في العلم الشرعي وأحكام الفقه.. فكما نرى، وجد الكرام دائماً طريقهم نحو إكرام المراة وتمييزها والاستفادة من عقلها الذي يصفه العلم أنه يهتم بالتفاصيل وهو مايلزم المخطط والمقنن ليكون مشروعه واستشارته شاملة وهادفة. وبعد؛ فإن الوطن ينتظر من نسائه اليوم دوراً مميزاً وعظيماً ليزيد التحامنا واتحادنا مع قادتنا والسير ببلادنا لمصاف البلاد العظيمة فنحن ملكاً وشعباً نستحق ذلك . نقلا عن الوطن السعودية