كم هو عجيب ان يأتي اتهام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( بالنقص في شخصيته ) من رجل يدعي العلم ، فقط لأن النبي تزوج من امرأة أكبر منه سنا على خلاف توصيات علم النفس كما قال الدكتور طارق الحبيب الذي يتراوح خطابه بين علم النفس والوعظ ! الدكتور الذي دأب على خلط العلم بالوعظ ، أخذ على الرسول عليه وآله الصلاة والسلام ، زواجه من السيدة خديجة التي تكبره بحوالي خمس عشرة سنة ( بعض الروايات تقول أنها كانت تكبره بخمس سنوات فقط ) . في حين أن علم النفس قرر بأن الفارق في العمر بين الزوجين يجب ألا يتجاوز الثلاث سنوات ، حسب زعم الدكتور الحبيب ! ولو كان الدكتور طارق الحبيب يعتقد فعلا بأن علم النفس وضع مثل هذا الشرط ، فهذه والله مصيبة .. وهي طامة علمية قبل أن تكون طامة دينية . في الزواج كما في كل العلاقات الإنسانية يصعب أو يستحيل - من الناحية العلمية - وضع قواعد وقوانين علمية صارمة تناسب جميع الناس . المعايير العامة والتصنيفات والقوالب الجاهزة لا تصلح كحجة للحكم على العلاقات الزوجية في كل الأحيان ، وخصوصا إذا ما تعلق الأمر بالعباقرة والأفذاذ فما بالك بالانبياء والرسل ؟ كل علاقة زواج لها خصوصيتها ، وقد تنجح إحدى علاقات الزواج وتصبح نموذجية رغم أنها لا تتوفر على الشروط والمقومات النظرية المطلوب توفرها للزواج الناجح ، والعكس صحيح . النبي صلى الله عليه وآله ، لم يكن هو الوحيد الذي تزوج بامرأة اكبر منه سنا . شكسبير مثلا تزوج بامرأة تكبره بثماني سنوات ، ومع ذلك فإن أحدا لم يقل عنه بأنه مصاب بعقدة أوديب . وإذا ما عدنا إلى شخص النبي الكامل ( قبل وبعد البعثة) وشخصية السيدة خديجة رضي الله عنها ، فإن الأمور تبدو واضحة وليست بحاجة إلى التحليل النفسي الذي أجراه الدكتور طارق الحبيب مشكورا .السيدة خديجة كانت أفضل نساء عصرها واجملهن وأذكاهن روحا وعقلا ، وليس من المستغرب أبدا ان تلفت هذه السيدة التي رفضت الاقتران بأكابر قومها ، رجلا كان بحث عن امرأة تعينه على أداء رسالته التي ملكت عليه روحه وقلبه وعقله ووقته . أين العلم من تحليلك يا دكتور ؟! نقلا عن المدينة