قلت يوم السبت.. إن الأمن الفكري مرتبط إلى حد كبير بالأمن الاقتصادي.. ** وقلت أيضاً إن التلازم بين الأمنين يفرض حلولاً عملية تتناول الجوانب الفكرية.. كما تتناول الجوانب المعيشية أيضاً.. ** واليوم أقول.. ** كم نحن بحاجة إلى المزيد من الأعمال والمشروعات الصغيرة في ظاهرها والكبيرة في مغزاها ومؤداها ونتائجها.. ** وما يقوم به رجل الأعمال المعروف (محمد عبداللطيف جميل) عبر برامج التدريب والتأهيل والتوظيف والعون التي ينفذها على مستوى المملكة بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.. وكذلك مع صندوق تنمية الموارد البشرية.. هو واحد من تلك البرامج التي نريد التوسع فيها.. بحساب ووفق إستراتيجية وطنية شاملة ودقيقة تقوم بها الدولة على أساس دراسة احتياجات السوق وأولوياته وبين معرفة طبيعة البطالة الموجودة بين شبابنا.. وأسبابها ودواعيها.. وتصنيف العاطلين إلى فئات سواء من حيث مستوى التعليم.. ونوع البطالة.. ومعرفة الأسباب الحقيقية لها عند السواد الأعظم منهم.. حتى توفر برامج متنوعة توفق بين حاجات السوق وبين أنواع ومستويات البطالة بين شبابنا وشاباتنا.. ** وقد سعدت كثيراً بما قرأته في نهاية الأسبوع الماضي عن تخريج (1022) شاباً سعودياً من معهد البيع بالتجزئة المقام بنظام الشراكة الإستراتيجية بين مجموعة صافولا.. وبين كل من التعلم التقني والمهني وصندوق الموارد البشرية.. ** ذلك أن مثل هذه المعاهد.. والمراكز.. وإن كانت تمثل اجتهادات فردية.. وفوق أنها تهيئ شبابنا للعمل المهني المتنوع.. فإنها تؤسس لثقافة غائية عندما تقوم على احترام (المهن) وعدم التعالي على بعضها.. وتخلص مجتمعنا من سوءات البطالة والفراغ في نفس الوقت.. ** لكن الأهم من كل ذلك هو .. اشتمال الإستراتيجية المنشودة على تهيئة فرص العمل حتى قبيل أن تقذف بمخرجات هذه المعاهد إلى السوق.. وذلك لا يتم إلا بتوفر قناة حكومية فاعلة ومؤثرة.. لتهيئة مستويات أفضل من الاستثمار لهذه المخرجات.. بدل أن تتحول إلى عبء جديد على الاقتصاد .. وكذلك على المجتمع وأمنه.. حين يمضي هؤلاء الشباب وقتاً في الدراسة بهذه المعاهد يدرسون ويتدربون ويؤهلون بها.. ولا نجد لهم في النهاية الفرص المواتية للعمل بعد ذلك.. ** وفي ظني.. ان وجود قناة تسعى إلى التعاون والتنسيق مع الشركات والبنوك والمؤسسات بصورة مسبقة لمعرفة احتياجاتهم الفعلية من الوظائف المطلوبة.. وفي نفس الوقت البحث والتدارس المستمر مع القطاعات المعنية بهذا النوع من المعاهد .. لضمان التوفيق بين حاجة السوق – كما قلنا – وبين مستوى مخرجات هذه المعاهد .. وحجز وظائف بعينها.. لعناصر باتت مهيأة للتخرج والذهاب إلى الوظيفة في اليوم التالي.. ** أقول هذا.. وفي نفسي شيء من الخوف من أن تتحول هذه المعاهد إلى عبء جديد على سوق العمل.. وذلك بسبب غياب التنسيق المسبق والكافي بينها وبين سوق العمل.. والا فإن ما تقوم به هاتان المنشأتان الوطنيتان هو عين ما نحتاج إليه.. ونشعر بأنه يساهم مساهمة فعالة وبناءة في الحد من المشكلة.. واشغال الشباب بالتفكير الجاد في مستقبلهم بدلاً من الانشغال بأمور أخرى.. لا أخطر ولا أسوأ منها. ××× ضمير مستتر: **[ لا خير في مهنة.. لا تساعدني على أن أعيش كريماً وخلاقاً.. بدل أن أكون عالة على المجتمع] نقلا عن الرياض