أكد كاتب وإعلامي سعودي أن اتفاقا بين الرياض وطهران كفيل بحل الأزمة السياسية الخانقة في لبنان ومنع انزلاقها باتجاه حرب طائفية ذاق اللبنانيون مرارتها، وأشار إلى أن سورية تملك المفتاح لحل هذه الأزمة وتفعيل الإجماع العربي. ونفى رئيس تحرير صحيفة \"الوكاد\" السعودية محمد بن ناصر الأسمري في تصريحات خاصة ل \"قدس برس\" أي دور للملكة العربية السعودية في تعطيل أو صنع الأزمة السياسية في لبنان، وقال إن \"السياسة السعودية درجت منذ زمن على الوقوف على ذات المسافة من جميع الأطراف المتصارعة في العالم العربي عامة وفي لبنان على وجه الخصوص، فقد جمعتهم في مدينة الطائف التي توصف بأنها قطعة من لبنان، ووقعوا على اتفاق الطائف، وعاد إلى لبنان استقراره بفضل ذلك، كما فعلت مع الأطراف الفلسطينية والصومالية، وبالتالي فقد كانت وسطا بين كل الأطراف المتصارعة، ولم تكن في يوم من الأيام متطرفة أو منحازة لهذا الطرف أو ذاك\"، على حد تعبيره . واعتبر الأسمري أن تعليق مسؤولية الأزمة اللبنانية على أطراف خارجية هو إدانة للسياسيين اللبنانيين قبل غيرهم، وقال: \"ما يحصل في لبنان منذ عدة سنوات عمل يدين اللبنانيين إدانة أخلاقية لأنهم قد اعتبروا أن ولاءاتهم للخارج أكثر من ولاءاتهم للوطن، لو كان الولاء للبنان الأرض والوطن والدولة لما سلكوا سلوكا يناقضون فيه أنفسهم ليل نهار بأن الحكومة غير شرعية وهم الذين انتخبوا هذه الحكومة لكنهم يجدون في الجيش الذي يعمل مع الحكومة بأنه شرعي، ومن هنا فإن لعبة الصراعات في لبنان بين الأطراف الخارجة منذ أيام فؤاد شهاب إلى هذه الأيام تحتاج إلى عمل وطني لبناني ينقذ الأرض والبشر\". واستبعد الأسمري إمكانية حل الأزمة السياسية في لبنان من دون توافق سعودي- إيراني، وقال: \"بكل صراحة إذا لم يتفق السعوديون والإيرانيون فإن الأزمة اللبنانية لا يمكن أن تحل، أما سورية فلها دور ثانوي وتتحرك وفق حسابات غير احترافية في معالجة الوضع اللبناني، ولو اتخذت إيران قرار التهدئة فإنها قادرة على إقناع سورية بذلك\". وعما إذا كان يرى في اتفاق سعودي سوري مصري مخرجا للأزمة في لبنان وإعادة تفعيل العمل العربي المشترك، وقال \"لقد صدرت بعض التلميحات من العاصمة السورية دمشق أن الرئيس بشار الأسد مستعد لزيارة العواصم العربية كلها لطي صفحة الخلافات، لكن هذا ال إعلان لم تصدقه الوقائع على الأرض للأسف، وأعتقد أن سورية تملك المفتاح في أن تستعيد الاجماع العربي الذي كاد ينفرط في قمة دمشق الأخيرة\"، على حد تعبيره.