كانت دمشق و ما زالت تعانقني طيفاً من الحب أهلُ الأرض تهواهُ جذراً عميقاً بقاع الدّهرِ من قِدَمٍ حشراً بها للورى في يوم ملقاه جلَّ الإلهُ الذي بالعطر عتّقها و الماء من بردى كالروح عشناه يسري جميلاً كناي ٍ قُدَّ من شجنٍ يروي الحبيب إذا ما الوعد أعياهُ والضفتان بهدب ٍ ناعمٍ خَضرٍ يسقي الجفون بطلٍّ كالندى ماهُ و يا حنين حنيني حين يُرسلني شوقاً تمادى لظل ِّ التوت ويلاهُ والحور كالتين في خفقٍ و في أملٍ يهدي الروابي طلوع الزهر شكواهُ من ذا يُجنبُني أسقامَ باصرتي جفّت دموعي لطول الصبر أواهُ و الطير في فننٍ رقصٌ يزيّنهُ خيطٌ من الشمس يُعلي شدو مغناه والياسمين يرشُّ العطر في بَذَخٍ طلع ٌ له دمثٌ و السّحرُ سوَّاه يا ويل قلبي و كم نادتهُ وارفةٌ في كل حينٍ من الذكرى لمجراهُ دنيا بنا عرضت و الناس قد نسيت ذاك العليل بحالٍ تاه معناه لا تجزعنّْ فطلوع الفجر باديةٌ أبكارهُ البيضُ .. و الرحمن أعلاهُ كم ذا جميلٌ صباح الشام ينشره شدو العصافير حول الماء مسراه ترنيمةٌ لخلود الحب رائعةٌ هزارها طَرِبٌ في الروّضِ مبغاهُ شكوى غريبٌ بداء الشوق مُبتليٌ فمن يُزيلُ هموم الشوقِ جئناهُ يا عشقيَ الخالد الممشوق من وجعي دمشقُ أنت لبُرءِ الداءِ أمّاهُ الشاعر السوري - محسن محمد الرجب