أكّد أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري أهميّة أن يستوحي المثقف نماذج الوطن الإبداعيّة، فيشتغل في ضوء منجزهم الريادي الذي خلّدهم وجعلنا نستذكرهم بعد كّل هذا الوقت. ورأى البراري، في كلمةٍ ألقاها خلال رعايته مندوباً عن وزير الثقافة حفل إعلان جائزة نمر بن عدوان التي نظّمها اتحاد الكتاب أول من أمس، أنّ الشاعر نمر كان مجدداً في الشعر النبطي والشعبي عموماً بما عُرف عنه من قصائد عذبة حملت صورة العاشق والفارس النبيل الذي أعطى من مكنونه وقدّم دفقات وصور بليغة ما تزال حيّةً تحفظها الأجيال، مؤكّداً أهميّة استلهام روح هؤلاء الرواد الذين عدّ منهم الشاعر عرار وآخرين أصبحوا أيقونات مضيئة في الشعر والأدب وكلّ فنون الإبداع. وقال، في الحفل الذي حظي بحضور كبير وفاز بالمركز الأول فيه الشاعران إبراهم السواعير وليانا الرفاعي ، إنّه يُحسب لنمر العدوان أنّه درس وتعلّم في حواضر مهمّة في محيطه، منها الأزهر الشريف في مصر، وهو ما انعكس على شعره الموشّى بالأحزان والصور الفنيّة محلّ قراءة النقاد والمهتمين بهذا النوع من الشعر. ودعا البراري إلى استلهام الهويّة الوطنية الجامعة لدى المبدعين الأوائل الذين وضعوا لهم بصمات في المنطقة العربيّة، خصوصاً في فترة التحوّل الأدبي التي عاشتها مدارس هذه المنطقة في الشعر والنثر على وجه التحديد. وتحدث البراري، في الحفل الذي حضره مندوباً عن أمين عمان مدير بيت الشعر الأردني أحمد الحراسيس، عن اهتمام وزارة الثقافة بتاريخ الأردن من خلال لجنة "إعادة كتابة تاريخ الأردن" ورفده بكلّ المكوّنات الاجتماعيّة التي لا غنى عنها لكتابة التاريخ السياسي، بما يضمن تأكيد الهويّة الوطنية وروح هذا التاريخ الغنيّ في مفاصله وكلّ فتراته. وأكّد الحراسيس، في الحفل الذي أدراته الإعلامية تغريد الزواهرة، عن أهميّة الجائزة التي يطلقها اتحاد الكتاب في استقطابها للمبدعين الشعراء في ما يقدّمونه من أشعار لافتة، لتكون عنواناً للإبداع الأردني لدى شباب ورواد يقدّمون قصائد تقرأ روح الشاعر محلّ الاحتفاء. كما قدّم نبذةً عن دور أمانة عمان في رعاية المبدعين، انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعيّة التي اضطلعت بها وتخدم كذلك الأجندة الثقافيّة في الرعايات ودعم الإبداع. إلى ذلك، انتظمت ندوة أدارها رئيس الاتحاد مشرف عام الجائزة عليان العدوان، شارك فيها زيد محمد العدوان بنبذة تاريخية عن الشاعر نمر بن عدوان، وألقى فيها الشاعران فارس صالح العدوان وسلطان السرحان قصيدتين بالمناسبة. وقدّم مشرف الجائزة إطلالة على إحدى قصائد الشاعر نمر، أبان فيها عن بلاغة الوصف والتوليفة الإبداعية في الصور والاشتغالات الفنيّة لقصيدة "سار القلم" المشهورة، عادّها أنموذجاً على مقدرته وثقافته ومخزونه الإنساني والبلاغي لديوانه الذي قام العدوان بتحقيقه بدعم من وزارة الثقافة، كاشتغال لاحق للكتاب الذي ألفه العلّامة الراحل الأديب ركس بن زائد العزيزي الذي أُطلق اسمه على قاعة الندوات في الاتحاد. وكانت اتسمت قراءات الشعراء، في الدور الثانية للجائزة، بالتحليق في صور كانت مرآةً لهمومهم الذاتية وقضاياهم الشعريّة، مثلما حملت قضاياهم وموقفهم من الذات والمجتمعات ومستجدات المنطقة، وتغنّت بالوطن وقيادته، كما استلهمت موروث نمر بن عدوان في وجدانياته الغزلية الشفيفة ومساجلاته الخالدة، ليحصل الشاعر عبدالكريم الطورة على المركز الثاني، والشاعر أمجد الهقيش على المركز الثالث، والشاعر حسين الهدبان على المركز الرابع، والشاعرة شذى الدرواشة على المركز الخامس، في المسابقة التي أعلنها أمين عام الاتحاد محمود رحال وكرّم فيها البراري الفائزين.