نظّم اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين محاضرةً لأستاذ التاريخ السياسي عبدالقادر أبو شمسيّة الحداد بعنوان (الثورة العربيّة الكبرى- محطات وعبر)، قدّمه فيها الكاتب إبراهيم السواعير. تناول الحداد الثورة العربيّة الكبرى حدثاً تاريخيّاً هاماً، يجب أن يكون موضع استلهام؛ خصوصاً وأنّ استذكار أيّ حدث تاريخي لا بدّ أن يتضمّن الهدف من استذكاره. ورأى الحداد، في المحاضرة التي لقيت نقاشاً نخبوياً، أنّ أهميّة الثورة العربية الكبرى تمثّلت في توقيتها، والبحث من خلالها عن الذّات العربيّة، والعمق التاريخي والسياسي والنفسي للشريف الحسين بن علي طيّب الله ثراه. ومرّ الحداد على فترة التضييق على الحرية العربيّة ومحاولات خنق الروح القوميّة، ومحاولة طمس اللغة العربية، متحدثاً عن مخاطر أهداف جمعيّة الاتحاد والترقي، مستعيداً أوضاع الفقر والقهر السياسي التي كانت من أهمّ عوامل نشوء الثورة. وتحدث عن الدور البريطاني في ما آلت إليه الأحداث، ومحاولات الهاشميين لمّ شتات الأمّة وتوحيدها، وهو ما يتضمنه فكر الثورة في كونها مشروعاً عروبياً نهضوياً قوميّاً لإنصاف العرب وإحياء مجدهم التليد. وتحدث عن وصيّة الحسين بن علي بأن يدفن في المسجد الأقصى المبارك، كون هذه البقعة المباركة هي موضع التئام الأمّة، بمكونيها العربي والإسلامي. وقرأ الحداد اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني في موضوع الحفاظ على وحدة العرب ولمّ شملهم واهتمام جلالته بالقدس انطلاقاً من الوصاية الهاشميّة والإعمار الهاشمي للقدس والمقدسات. ودعا الحداد إلى استلهام روح الثورة العربية بالحفاظ على اللغة العربيّة والاستفادة من عبر التاريخ، وتجسيد فكرة الحكم العربي لبلاد العرب، وعدم قبول العربي لأن يحكمه غيره، وبثّ فكر الثورة العربية ومضمونها في نفوس الأجيال. وألقى رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان كلمةً أكد فيها احتفاء الاتحاد في مجلة الكاتب الأردني بفكر الثورة العربية الكبرى، ملقياً الضوء على مسارها التاريخي. كما اشتملت المحاضرة على عدد من القصائد ألقاها أعضاء الاتحاد، بيّنوا فيها عمق الروح القوميّة في هذه المناسبة العظيمة.