- أنا منال ...إنتي مش عارفاني ؟ ! قالتها في خُيلاءٍ ودلالٍ وهي تُسوّي شعرها - الأحمرَ - بيدٍ واحدة ، بينما تضبطُ ( الروج ) – الأحمر - باليد الثانية أمام مرآة المصعد ... قلتُ - غيرَ مُصدّقة - : كأنّك واحدة تانية .. قالت ضاحكةً - وهي تتثنّى في زهو - أمام المرآة : جوزي قال لي كده لما بعت له صورتي في الماسنجر : كأنّك مرات راجل تاني مش مراتي ... ثمَّ تابعتْ وهي تتحسّسُ جسدَها وشعرها ووجهها : أصلي عملت عملية شفط دهون ، ونفخ للجلد اللي اترهّل بعد الشفط ، ونحت لل ( بَدي ) كله ، ، و تقشير لبشرتي ، وتركيب شعر، وصبغة ، ونفخ شفايف ... ، وتلميع أسنان ، ورحت بأه ياحبيبتي اشتريت كام طقم ملابس واكسسوارت من المولات الجديدة إنما إيه ...رجعت عشرين سنة ورا ...وكأني لسه ما اتجوززتش ... قلتُ - وأنا مازلتُ في دهشتي - يبقى جوزك رجع من السفر أخيرا واستقرّ هنا ؟ لفَّت بعض خصلات الشعر - الأحمر - على خاتم الزواج - بعصبيّة - فبدا لي بعضُ الشعرُ الأبيضُ - الأصليّ - مخبوءًا تحته - قالتْ بصوتٍ ساخر : لأ مرجعش ... ومتهيألي إنه مش حيرجع تاني ...وشكله مرتاح أوي هناك ..أصله باين في آخر صورة بعتها لي - في الواتس أب – مبسوط وعامل ( نيو لوك )...وكأنه رجع عشرين سنة ورا ... قلت : ومين دفع تمن اللي انتي عملتيه ده كله ..أكيد التمن كان كبير أوي ؟! قالت - شاردةً - : هوه دفع التكاليف كلها ... تساءلتُ في دهشة واستنكار : بس الحاجات دي غلط و خطر جدا عليكي ...إنتي قلبك قلبك ه ميّت ؛ ليه كل ده وجوزك مسافر ؟! ابتسمت في غموضٍ ، وقالت وهي تواجهُ صورتها في المرآة : عشااان مسافر ...! وقف المصعدُ في الطابق الأخير ، أمسكتُ بابه بيدي حتى لايُغلق ، وأشرتُ لها بالخروج ؛فُوجئتُ بها تضعُ عطرا خلف أذنيها وفي فوق صدرها البارز ، وترش معطّر الفم بين شفاهها ... أفلتت منها ضحكةٌ عصبيّة - حين رأت وجومي وشحوبي - وقالت : أنا دخلت الأسانسير عشان أشوف نفسي في المرايا مش أكتر ...أنا مشواري في الدور الأرضي ...انتي طلعتيني لفوق معاكي بالغلط ....باي باي بأه يابيبي ... أنا نازلة ... بقلم الدكتورة - كاميليا عبد الفتاح - مصر