دشنت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا في قطر كتابها التوثيقي الجديد الذي حمل عنوان "سفن قطر التقليدية". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد صباح يوم امس الاثنين الموافق 16 / 8 / 1437 هجرية بحضور الدكتورة نادية المضاحكة مديرة إدارة البحوث و الدراسات في المؤسسة. وفي الكلمة التي ألقتها نيابة عن سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، قالت الدكتور نادية المضاحكة:لهذا الكتاب بعد تراثي هام حيث يوثّق بالصورة والكلمة واللوحة، كل ما يتعلق بالسفن العربية التقليدية، سواء ما يرتبط بتراثها وصناعتها وأنواعها وأسمائها وأشهر ملاكها ونواخذتها، أو ما قيل عنها في الأدب والقصائد الشعرية واللوحات الفنية التي جسدت العلاقة الوطيدة والحميمة التي تربط بين القطري والسفينة الشراعية التي هي إحدى أهم الأدوات التي كان يستخدمها لتحصيل رزقه من البحر. و أكدت أنّ إصدار هذه الطبعة الفاخرة من الكتاب التوثيقي القيم الذي يختزن بين دفتيه عبق الماضي المجيد، يأتي في إطار أهداف (كتارا) في إحياء التراث القطري البحري، وتعزيز الهوية الوطنية في المجتمع، ولتوثيق علاقة أجيالنا المعاصرة بموروثنا وماضينا وتاريخنا، حيث تعتبر السفن الخشبية التقليدية القديمة أحد أبرز معالم التراث في قطر والخليج العربي لارتباطها الوثيق بالإنسان القطري والخليجي عبر العصور، وخاصة في فترة ما قبل اكتشاف النفط، فقد كانت السفن التقليدية الوسيلة الرئيسية للسفر والتجارة والنقل وصيد الأسماك و استخراج على اللؤلؤ ، ولا تزال هذه السفن حاضرة بقوة ضمن المشهد الثقافي والتراثي القطري ، تمزج الماضي بالحاضر، وتروي للأبناء حكايات الأباء والأجداد ، تلك القصص المفعمة بالحب والفخر والتي تعكس صفحات مضيئة من تاريخنا الزاهر. و تجدر الإشارة إلى أنّ الكتاب جاء في قرابة 600 صفحة وتمّ تقسيمه على ثمانية فصول حيث تناول الفصل الأول آثار و تراث السفن التقليدية في قطر ، في حين سلط الفصل الثاني الضوء على أشهر سفن قطر التقليدية وملاكها ونواخذتها. وتناول الفصل الثالث السفن التقليدية القطرية القديمة من 1850إلى 1950 كما وردت في المصادر و المراجع و لدى الرواة القطريين . أما الفصل الرابع فتناول أدبيات سفن قطر من خلال قصائد و أبيات لبعض شعراء قطر في البحر و الغوص ووصف السفن.وضمّ الفصل الخامس مقالات عن صناعة السفن التقليدية في قطر و الفصل السادس عدد صُنّاع السفن التقليدية في قطر ( القلاليف). أما الفصل السابع فتعرض لمصطلحات من قاموس السفن التقليدية. وجمع الفصل الثامن عددا من الملاحق تناولت نقوش الجساسية ووثائق ومراسلات قديمة تتعلق بالسفن وتخطيطات ورسوم قديمة للسفن و السفن في الطوابع القطرية و السفن القطرية في عيون التشكيليين القطريين و في رسوم الأطفال القطريين بالإضافة إلى توثيق مراحل صناعة البتيل(فتح الخير) عام 1986ومراحل صناعته. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الإصدار يأتي ضمن سلسلة من الإصدارات مثل (الغوص على اللؤلؤ) و(قطر وتراثها البحري) و(القلاع والحصون) و(القول الجميل في المؤسس الجليل) و(عرضة هل قطر) و(الحمام الزاجل) ومؤخرا (قطر في الصحافة القطرية ) و(ديوان شعراء الفصحى في قطر ) وغيرها من الكتب والاصدارات المتنوعة التي تحرص المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا من خلالها إلى توثيق كل ما يتعلق بالتراث القطري.