يحل في ضيافتنا الشاعر المصري الكبير مصطفى الجزار شاعر مبدع منذ أول ظهور له في برنامج أمير الشعراء 2007 خطف الأنظار بعذوبة شعره وخياله الواسع وجزالة معانية مصري اصيل من مواليد الجيزة حائز على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة المنصورة وحائز ايضا على دبلوم المعهد العالي للدراسات الإسلامية عضو نقابة الصحفيين المصريين اشتهر بقصيدة عيون عبلة التي أحدثت ضجة إعلامية كبيرة وتغنى بها كل الادباء والشعراء والمثقفين والدعاة ايضاَ فرحبوا معنا بهذا الشاعر الرائع ودعونا نغوص في أعماق شخصيته لنكشف لكم كل ماتحبون معرفته .. - في البداية نود أن تعرّف القراء من هو مصطفى الجزار؟ - في الحقيقة هذا السؤال على بساطته هو مِن أصعب الأسئلة التي توجَّه إلى شخص، أنْ يتحدَّث عن نفسه وأن يعرِّف بها. لكن سأحاول باختصار: أنا رجل مصري، من مواليد 3 يناير 1978، من محافظة الجيزة، مدينة الحوامدية، حاصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة المنصورة، وحاصل على دبلوم المعهد العالي للدراسات الإسلامية. عملتُ في التدريس عامًا واحدًا بعد تخرجي، ثم عملت مجال المراجعة اللغوية في الصحافة، بجريدة الشرق الأوسط اللندنية، وأنا عضو نقابة الصحفيين المصريين، وأعمل الآن في مجال الإعلام. أكتب الشعر الفصيح وشعر العامية المصرية، صدر لي ديوانان بالصفحى وهما "لا تذبحوا ضوء القمر" و"عيون عبلة"، ولي تحت الطبع عدة إصدارات شعرية فصيحة وعامية، تصدر قريبًا إن شاء الله. شاركت في مسابقات شعرية كثيرة وحصلت بفضل الله على مراكز أولى ومتقدمة في كثير منها، كان أشهرها مسابقة أمير الشعرا عام 2007 في دورتها الأولى، ونلت جائزة لجنة التحكيم باسم الدكتور علي بن تميم. شاركتُ عضوًا أو رئيسًا للجان تحكيم شعرية على مستوى مصر وعلى المستوى الدولي. وشاركت في فعاليات أدبية وكنت ضيفًا على كثير منها في أقطار مختلفة، منها: ليبيا/ سوريا/ السودان/ الإمارات/ تونس/ موريتانيا/ تركيا/ السعودية. وكُرّمت في كثير منها بحمد الله وتوفيقه.
- ما المكان الذي ترعرت به؟ وهل كانت طفولتك سعيدة أم العكس؟ - كما سبق وقلت أنا من مواليد مدينة الحوامدية التابعة لمحافظة الجيزة، هذا مكان ميلادي وإقامتي إلى الآن (وقت إجراء هذا الحوار). هذه بلدة مشهورة بأشجار النخيل، أما طفولتي فكانت طفولة هادئة، وقد تحدثتُ عنها باستفاضة في شهادتي الإبداعية التي شاركت بها في مؤتمر أدباء مصر، وهي بعنوان "رحلة بين النخيل"، وهي منشورة على صفحتي العامة في "فيسبوك" لمن أراد معرفة تفاصيل أكثر، على الرابط التالي: https://www.facebook.com/mostafa.algazzar.poet/photos/pb.354490191230731.-2207520000.1459803490./361688580510892/?type=3&size=384%2C604&fbid=361688580510892
- حدثنا عن بداياتك في عالم الأدب والشعر؟ - كانت البداية وأنا أبلغ من العمر 14 عامًا، أي منذ ما يقرب من 24 عامًا. كنت في الصف الثالث الإعدادي، وجاءتني أول قطرة من الشعر على صفحة بيضاء في أحد الكتب المدرسية، ولا أذكر هذه الأبيات الآن لكنني أذكر أنني فوجئت بكلام في تلك الصفحة يشبه الشعر في شكله، على شكل شطرات، فخجلتُ من نفسي جدًا ساعتها لأن البيئة التي أعيش فيها في محيط الأسرة ليس فيها شعراء، وإن قلتُ إنني أصبحتُ شاعرًا فربما سخر مني الناس، ولذلك كتمت ما كتبت، وظللت على هذه الحال قرابة عام كامل، إلى أن دخلت المرحلة الثانوية، ثم عرضتُ كتاباتي بعد ذلك على أستاذ اللغة العربية، أستاذي الفاضل الشيخ محمود عبد السلام إمام، الذي علَّمني وقوَّمني ووضع قدمي على الطريق الصحيح لكتابة الشعر، فهو فوق عمله كأستاذ للغة العربية شاعر أيضًا، فأخذتُ من علمه وخبرته ونصائحه ما ساعدني على تطوير موهبتي.
- هل للبيت دور في صقل موهبتك والإيمان بها وبدعمها؟ وبمن تأثرت به من الشخصيات الأدبيه في بداياتك ؟ - بصراحة، ليس للبيت وأفراد أسرتي أي دور "مباشر" في صقل موهبتي، لكنه أسهم في صقل "شخصيتي" بشكل عام، وبالتالي انطبع هذا على موهبتي، فأنا نشأت في أسرة بسيطة، أبي –رحمه الله- كان فلاحًا وعاملًا بسيطًا، وأمي –حفظها الله- هي زوجة ذلك الفلاح البسيط، التي كانت تساعده في الزرع والحياة بشكل عام، لم ينالا حظًا من التعليم أو الشهادات العلمية، فأمّي أميّة، وأبي لم يكن يجيد من الكتابة إلا اسمَه كتوقيع، ولا يجيد من القراءةِ إلا المصحفَ وآيات الله فقط، ولكنهما رغم هذا تعلّما من الدنيا وخبراتها كثيرًا، وعلّماني من هذه الخبرة ما أفادني جدًا في حياتي بشكل عام. وبهذه الصورة التي ذكرتها لم تكن البيئة التي نشأت فيها بيئة تدرك معنى الشاعرية بمفهومها الواضح الصريح، ولذلك لم أكن أعرض على أهل بيتي ما أكتبه، والمرة الأولى التي عرفت فيها أسرتي أنني "شاعر" كانت حيمنا شاهدوني على شاشة التلفزيون على القناة الأولى المصرية في برنامج للمواهب، وكان هذا حينما كنت طالبًا جامعيًا في الفرقة الأولى. ثم بالتدريج بدؤوا يتقبلون هذا الوضع وهذا الموهبة الجديدة عليهم والتي لم تكن لها سابقة في الأسرة. أما الشخصية الأدبية التي تأثرت بها في حياتي فحقيقة أنا لم أتأثر بشخص بعينه، لكنني منذ نعومة أظفار موهبتي تعمَّدتُ ألا أتشرَّب شاعرًا أو أديبًا بشكل كامل ومستقل حتى لا أكون نسخة من ذلك الشخص، فأنا أحب أن أكون شخصًا مستقلًا بموهبتي، ولذلك قرأت للكل وتأثرت بالكل وأعجبت بكثيرين دون تمييز بينهم، فكل بيت شعر جميل يعجبني أيًا كان قائله.
- حدثنا عن مصر والمقاهي الثقافية والحراك الأدبي في الصوالين الأدبية ؟ - كان بودّي أن أفيدك في هذا الأمر، لكنني أخذتُ قراراً منذ سنين بالابتعاد عن تلك المقاهي والصوالين الأدبية والثقافية "المصرية" لما وجدته فيها من أمور لا أحب الخوض فيها، وهي أمور لا ترضي شاعريتي ولا تقبلها ذائقتي، بعدما جرّبتُ الحضور والاختلاط بكثير منهم، فوجدتُ أن هذا مجرد تضييع للوقت والجهد بلا طائل. فقررت أن أستثمر وقتي وجهدي فيما أراه نافعًا لي ولموهبتي، فصرتُ لا أحضر إلا الندوات والمؤتمرات والفعاليات الأدبية المهمة فقط، التي أُدعى إليها داخل مصر قليلاً وخارجَها كثيرًا.
- هنالك أدباء مصريون وشعراء أثروا الساحة الثقافية، فمن يعجبك منهم ؟ - كل من كتب حرفًا اخترقَ قلوبَ قارئيه ووصل إلى أعماقهم فهو يعجبني، لا أذكر أحدًا ولا أستنثني أحدًا. فهم أكثر من أن أحصيهم، خصوصًا أنهم مدارس وعصور ودرجات. لكن بشكل عام، مصر لا تعقم مثل هؤلاء العظماء، وتلد كل يوم منهم من يحمل الراية ويكمل مسيرة الأدب الهادف والكلمة الصادقة المؤثرة.
- شاركت في برنامج "أمير الشعراء" في الإمارات العربية المتحدة، فماذا أضافت لك التجربة ؟ - تجربة المشاركة في أمير الشعراء (2007) كانت تجربة مفيدة بالنسبة لي، وأضافت لي بالتأكيد، بغض النظر عن الفوز بالجائزة من عدمه، فهي في النهاية تظاهرة شعرية تذاع على مستوى العالم فتضيف إلى الشاعر جانبًا ضروريًا يحتاج إليه، وهو الانتشار والشهرة وإيصال كلامه إلى أكبر عدد من الناس.
- الدكتور علي بن تميم أعطاك جائزته في برنامج "أمير الشعراء"، فماذا تقول حيال ذلك ؟ - كانت هذه بادرة جميلة ولفتة طيبة من إدارة المسابقة، وإن كانت غير كافية لتعويض "الخلل" الحاصل في آلية التحكيم، فأنا وعدة شعراء غيري كنا "بقصائدنا" نستحق الاستمرار في المنافسة والوصول إلى النهائيات، لكن مسألة "التصويت" ونسبتها الجائرة (50%) كانت قاصمة ظهر كثير من المواهب القوية التي لا تجد تصويتًا من جمهور بلدهم نظرًا لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية، وأفادت شعراء آخرين أقل موهبة ساندهم التصويت وقوّى ضَعف قصائدهم. وحيمنا ظهر هذا واضحًا أرادت الإدارة أن تعوّض هذا الخلل بأن اختارت خمسة شعراء أقوياء خرجوا من التنافس بسبب التصويت، فتعطيهم خمس جوائز "جانبية" واستثنائية، وكنت واحدًا منهم.
- هل ظلُمت من قِبَل البرنامج برأيك ؟ - بالتأكيد ظُلمت. والسبب كما قلت سابقًا هو نسبة التصويت المرتفعة التي تصل إلى 50 في المائة، ولجنة التحكيم مثلها. ولو كانت نسبة التصويت أقل (10 أو 20 في المائة على الأكثر) ونسبة اللجنة أكثر، لأنصفت المسابقة كثيرًا من المظلومين، ولتغير كثير من نتائج المسابقة ولذهبت الجوائز والألقاب إلى مستحقيها "بالشاعرية" لا "بالإس إم إس".
- حدثنا عن لحظة الخروج من البرنامج ؟ - كنت أتوقع هذه اللحظة قبل حدوثها، فمسألة التصويت هذه كانت توحي بذلك. ولهذا لم تكن مفاجأة لي، بل إنني كنت قبل الظهور على المسرح وإلقاء قصيدتي "مطري يسافر في سحابك" أقول في نفسي: جائزتك الحقيقية أن تقول هذه القصائد لكل هذه الملايين التي تشاهدك الآن، فانطلِق ولا تفكر في شيء سوى فيما تقوله وما تشعر به، وألقِ إلقاءَ مُوَدِّع.
- هل ترى أن قصيدة "عيون عبلة" هي تعتبر جواز مرورك للعالم العربي ؟ - نعم، هي كذلك بالفعل، رغم أنني لا أراها أفضل قصائدي، هي فقط أشهر قصائدي، وهذه الشهرة التي كتبها الله لها ولصاحبها لم أقصدها ولم أسعَ إليها، فهي رزق من الله سبحانه وتعالى.
- مصطفى الجزار شاعر موهوب وكلماته كالرصاص، ولكن ما يعاب عليه الإلقاء، فبماذا ترد ؟ - لم يصفني أحد (قبلك) بمثل هذا الوصف، فكثيرون يقولون إنّ لي حضورًا في الإلقاء وإحساسًا يظهر في أدائي. ورغم ذلك أنا أقبل رأيك وأرحّب به، وأعدُك أنني سأحاول إصلاح هذا الأمر وأتعلّم فن الإلقاء (مبتسمًا).
- ما رأيك في الشاعر المصري هشام الجخ ؟ - هشام على المستوى الشخصي صديق عزيز ورفيق سنوات كفاح شعريّ منذ أن كنا طلابًا في الجامعة نشارك في مسابقات شعرية ونمثل مصر في منتديات وفعاليات خارجية، فقد سافرنا ليبيا معًا عام 2002، أما على المستوى الشعري فهو شاعر له شخصيته المميزة وكاريزما تجعله يخطفك بإلقائه وأدائه الممتزج بين الشعر والمسرح. وأنا أعجب بشعره العامي أكثر من شعره الفصيح، وقصيدته "24 شارع الحجاز" من أروع ما كتب، فهي قصيدة تعجبني جدًا ولا أملّ سماعها بإلقائه الجميل.
- ما أهم قصائدك بعد "عيون عبلة" ؟ - مسألة الأهمية هذه من الصعب البت فيها، فأنا أرى أن كل كلمة كتبتها لا تقل أهمية عن أختها، لكن على كل حال، أرى أن من القصائد التي تستحق مثل شهرة "عيون عبلة"، قصيدة "أنا ما انتهيت" وقصيدة "النخيل" وقصيدة "البيت الأخير" وقصيدة "لا يا شاعر" وقصيدة "مطري يسافر في سحابك"، وغيرها كثير، وكلها منشورة في صفحتي العامة على فيس بوك (الصفحة العامة للشاعر مصطفى الجزار).
- من هو الشاعر الذي يروق لك من الجيل الذهبي ؟ - كما قلت سابقًا، كل شاعر جيد يروق لي أيا كان جيله، وكل بيت شعر جميل يعجبني أيا كان قائله.
- هل غنى قصائدك وأشعارك أحد المطربين ؟ - المنشد والمطرب المصري علي الهلباوي، ابن القارئ والمبتهل الشيخ محمد الهلباوي رحمه الله، غنى وأنشد لي بعض القصائد والمقطوعات. أما خارج مصر فقد انتشرت واشتهرت قصيدتي "حروف النور"، وأنشدت تحت عنوان "أكرم بقومٍ أكرَموا القرآنَ"، وقد أنشدها كثير من المنشدين على مستوى الوطن العربي، أذكر منهم على سبيل المثال: عمر العوضي، مشاري العرادة، إبراهيم الغامدي، عبد القادر الحموي، حسان أبو عمر الصعيدي، عيد الديب، أحمد سعيد العمراني، محمد رياض الجبوري، أحمد المحاربي، عبد الله المحاربي. وغيرهم.
- القضية الفلسطينية، هل لها جذور مترسبة في صدر شاعرنا؟ وماذا قدمت لها ؟ - من يتصفح قصائدي منذ بدايتي إلى الآن يجد أن للقضية الفلسطينية نصيب الأسد في كتاباتي، وتكاد تكون القضية الأولى بالنسبة إلي كشاعر. ولي قصيدة اختارتها وزارة التعليم الفلسطينية ويتم تدريسها في المدارس الفلطسينية وهي مقررة على الطلاب هناك، وهي بعنوان "قدساه يا أماه عودي". - مصر أم الدنيا، هل استقرَّت من وجهة نظرك أم ما زالت تبعات الأحداث والثورة تثقل كاهل المصريين ؟ - ما زالت الأحداث تثقل كاهل المصريين.
- لمن تقرأ في وقت فراغك ؟ - الذي يقرأ لكاتب بعينه في وقت فراغه كالذي يأكل نوعًا واحدًا من الطعام كل يوم. وأنا أحب التنوّع، فأتذوّق كل الكتب لكل الكتاب في كل المجالات.
- هل الحب نظرة فابتسامة فلقاء، أم أن القدر يحكم وثاقه على الصدفة فقط ؟ - هذه الأمور لا تحكمها قاعدة ثابتة مطردة، فالحب يأتي بكل الطرق ويخترق كل الأبواب المغلقة.
- نزار قباني شاعر الرومانسية، فما ترتيبه بين الشعراء العظماء لديك ؟ - مسألة الترتيب هذه مسألة نسبية، يراها كل شخص حسب قناعاته وثقافته، لكن مهما اختلف الناس على نزار فإنهم يتفقون على أن شاعريته شاعرية عملاقة.
- أيام الجامعة، هل كان يراودك حلم الشهرة ؟ - كل شاعر يراوده هذا الحلم، ولكن الشهر ليست غاية، بل وسيلة لغاية أسمى وهي وصول الكلمة إلى أكبر عدد من الناس للتأثير فيهم وهذا هو أقصى ما يحلم به شاعر صادق.
- ما إنجازاتك؟ وكم ديوانًا شعريًا لديك ؟ - من الصعب حصر إنجازات ومسيرة ما يزيد على عشرين عامًا من الكتابة. لكن يمكنك الاطلاع على سيرتي الذاتية والأدبية التي رصدت فيها بعض الجوائز والإنجازات، وهي على صفحتي العامة على فيس بوك. أما الدواوين فقد لي ديوانان فصيحان، الأول بعنوان "لا تذبحوا ضوء القمر"، والثاني بعنوان "عيون عبلة". ولي عدة أعمال أخرى تحت الطبع قريبًا إن شاء الله.
- هل أنت موهوب أم محظوظ ؟ - موهوب؟ نعم. فهذا مما لا شك فيه. أما "محظوظ" فهذا وصف قد يصدق في أمور وقد لا يصدق في أمور أخرى. وإذا كنت تقصد أنني محظوظ كشاعر وأن شهرتي بسبب حظي لا بسبب موهبتي فلا أظن ذلك، وليس معنى هذا أن الأشعر هو الأشهر، فالشهر رزق، كالمال والصحة والولد وككل أنواع الرزق. وأحمد الله على ما أعطاني من فضله وواسع رزقه وأسأله أن يزيدني، فإنني لما أنزل إلي مِن خير فقير.
- وردة جوري حمراء، إلى مَن تقدمها ؟ - أضعها على قبر أبي، رحمه الله، أحب شخص إلى قلبي في الدنيا.
- لو لم تكن مصطفى الجزار الشاعر فمن تكون يا ترى ؟ - إذا نفيت عن نفسي الشاعرية والموهبة تماماً فأنا مصطفى الجزار، الشاب المصري الأسمر الفلاح الذي يعشق الأرض والزراعة، ثم مصطفى الجزار "الفواعلي" الذي عمل في كل الحرف والمهن المعمارية مع أخيه الأكبر طوال مشوار دارسته، فتعلّم البناء والمحارة والنقاشة والتبليط والنجارة والسباكة وكثيرًا من المهن اليديوية، ثم مصطفى الجزار أستاذ اللغة العربية الذي يحب ويجيد تدريسها، ثم مصطفى الجزار المراجع اللغوي ذو الخبرة القوية في هذا المجال، ثم مصطفى الجزار الخطاط الذي قطع شوطًا في مجال الدعاية والإعلان وكتابة اللافتات، ثم مصطفى الجزار مصمم الفوتوشوب، ثم مصطفى الجزار الصحفي وعضو نقابة الصحفيين المصريين، ثم مصطفى الجزار مُعِدّ ومقدم البرامج والمؤدي الصوتي، وأخيرًا مصطفى الجزار داخل بيته، الزوج والأب المسؤول عن أسرته.
- ماذا تهدينا من قصائدك الجديدة حصريًا لصحيفة "التميز" ؟ - أنا بطبعي لا أحب "إحراق" قصائدي الجديدة، ويصعب علي أن أفعل هذا، لكن يمكن أن أهديكم أول بيت في قصيدة جديدة أعارض بها بائية البارودي، أقول في مطلعها: "لِكُلِّ دَمْعٍ جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ سَبَبُ".... ما أكثرَ الدمعَ والأسبابَ يا عَرَبُ
- ما حكمتك في الحياة ؟ - "لسنا ملائكة، ولسنا شياطين". نحن درجة بين هؤلاء وهؤلاء، فمن أراد أن يكون ملاكًا بلا أخطاء فهو واهم، وكذلك من يرى نفسه شيطانًا فهو واهم أيضًا. فتقبَّل نفسك بأخطائها وحاول إصلاح نفسك بقدر ما تستطيع.
- هنالك سر في حياة مصطفى الجزار لم يبُح به إلى الآن، يا ترى ما هو ؟ - نعم. ولن أبوح به ليبقى سرًّا، فلا تفسد عليَّ متعة الخصوصية والكتمان أيها الصديق.
- كثير من المشاهير تغنوا ب"عيون عبلة" والشيخ محمد العريفي أحدهم، هل أضافوا للقصيدة أم هي من أضافت لهم ؟ - كلاهما أضاف إلى الآخر، فبالتأكيد نالت القصيدة شهرةً أكثر حينما تفضل الشيخ العريفي وغيره بإلقائها أو إنشادها أو التغني بها، فأضافوا إليها شهرةً فوق شهرتها. أيضًا هي أضافت إلى مسيرتهم بالتأكيد ولو لَبِنَةً صغيرةً في بناءِ إنجازاتهم على تنوّعها.
- كلمة أخيرة للقراء ولصحيفة "التميز" وقسم "بوح المشاعر" ؟ - أشكر القراء على صبرهم عليّ وقراءة الحوار إلى آخره، كما أشكر صحيفة التميز المتميزة وأخص قسم البوح بجزيل الشكر، ولا أنسى المحاور الجميل والشاعر والإعلامي الصديق حسن الحارثي على طرحه هذه الأسئلة "المستفزة"، وأقصد بالاستفزاز هنا المعنى الإيجابي الذي يُخرِج من الضيف كلامًا لا يقوله في غيرها من المحاورات. تقديري لكم ومحبتي: الشاعر المصري/ مصطفى الجزار https://www.facebook.com/mostafa.algazzar.poet