أكد المدير التنفيذي للمركز الوطني للطب البديل والتكميلي الدكتور عبدالله البداح، أن كتاب «الطب النبوي» (جزء من كتاب زاد المعاد لابن القيم الجوزية) يحتاج إلى مراجعة وتأصيل وتحقيق، خصوصاً أنه ذكر 74 عشبة تستخدم في العلاج، مشيراً إلى أن المركز حصل على موافقة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة على إجراء ثلاث دراسات للحجامة في ثلاثة مواقع في المملكة، وأن المركز في مرحلة التخطيط لها. كما كشف عن تواصل يتم الآن مع المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من خلال لجنة العلاجات الطبية لدراسة كتب ابن القيم وعشرة كتب أخرى في الطب النبوي، ولفت إلى أن هناك ألف منتج علاجي من الأعشاب أخذت أرقاماً تم تسجيلها في المملكة للمرة الأولى، وتباع الآن في الصيدليات، بعضها كان أساساً لبعض الأدوية الحديثة مثل أدوية للقلب وأدوية لمرض السرطان. ولفت البداح في محاضرته التي عقدت في «خميسية حمد الجاسر» أول من أمس إلى أن الطب البديل يشتمل على أكثر من 20 مسمى، ويضم أكثر من ألف نوع من الأعشاب والمستحضرات الطبية، كما أنه يشمل عشرات الممارسات العقدية المتوارثة، وأن 76 في المئة من الإناث يستخدمن الطب البديل وقال: «الطب البديل ليس حديث العهد، إذ تدرج من حضارة بابل إلى الفرعونية والصينية والهندية واليونانية»، لافتاً إلى أن «الحجامة مثلاً أصلها من الطب الفرعوني». وأشار إلى أن هناك عدداً من الممارسات والموروثات الشعبية والدينية في مجتمعات عدة تتعامل مع الطب البديل أو التكميلي، فالطب النبوي والرقية بقراءة القرآن الكريم، أو استخدام العسل، والحلبة، والثوم، واللبان، ولبن وبول الإبل شائع في ممارستنا الطبية في العالم الإسلامي. وأضاف: «إن أنوع الطب البديل تشتمل على الوخز بالإبر، العلاج بالزيوت، الأعشاب الطبيعية، المعالجة اليدوية بالتدليك، التغذية الصحية، الحجامة وغيرها، وهناك ممارسات عقدية في بعض الرياضات التي تستخدم الطب البديل، ومنها الطاقة، والإيحاء الذاتي (التنويم المغناطيسي)، التقويم الجسدي، البرمجة العصبية، واليوجا التي يعتمد بعضها على ترانيم وألحان عقدية». ولفت إلى أن هناك عدداً من التطبيقات الخاطئة في التعامل مع الطب البديل، منها الكي بالنار الذي حذر منه رسولنا الكريم، أو الحجامة التي من الممكن أن تكون ضارة جداً لمرضى فقر الدم، أو استخدام الحبة السوداء من دون تشخيص المريض، ما يؤدي إلى مضاعفات، أو الاعتماد على خلطات عشبية، ربما تكون ملوثة من تربتها، تضاعف المرض بدلاً من تخفيفه. وكشف عن آليات سهلة لاكتشاف بائعي الوهم للمرضى، منها اهتمامهم الزائد بالجوانب المالية، وعدم استفسارهم المفصل عن الحال المرضية، وثقتهم المطلقة بمعالجة أنواع المرض كافة، بجانب استغبائهم من حولهم، وقال: «الناس تتجه للطب البديل في عدد من الأمراض، التي ما زال الطب الحديث عاجزاً عن التعامل معها من طريق أدوية معروفة، ومنها السرطان والسكري والضغط والتصلب اللويحي، كما أن ارتفاع كلفة بعض المستشفيات يدفع المرضى للبدائل، ولو كانت وهماً».