اشتكت مجموعة من خريجات قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، من عدم وجود فرص وظيفية لهن، كمرشدات طلابيات كما ينص تخصصهن، بعد أن سعت وزارة التربية والتعليم لشغل هذه الوظيفة بخريجين من تخصصات أخرى، أو انتداب معلمين لأداء مهمتهم دون أن يكونوا متخصصين. وطالبوا الوزارة في حديثهم مع "العربية.نت" بإعادة النظر في أهلية من يقوم بدور المرشد الطلابي في المدارس دون تخصص، في وقت حذر فيه مختصون اجتماعيون من خطورة تكليف غير مختصين بهذا الدور، كونه لن يستطيع التعامل مع الطلاب كما يجب ويفتقد للمهارات الاجتماعية الضرورية لأداء مهمته وهو أمر قد ينعكس على تحصيل الطالب العملي وعلاقاته الأسرية، وقد يمتد التأثر على مستقبل الطالب. حسب قولهم. واشتكت خريجة جامعة الملك عبدالعزيز أماني البلوي، من عدم وجود وظائف شاغرة لتخصصها على الرغم من وجود وظيفة مرشد طلابي في كل مدرسة ومستشفى ومركز صحي في السعودية. وقالت ل"العربية.نت": "التخصصات موجودة ولكنها مشغولة بمن لا يملك الخبرة الكافية لأداء هذا الدور المهم، فمعظم العاملين في مجال الإرشاد الطلابي في المدارس هم من تخصصات عادية ورغبوا في التخلص من دور المعلمة على حساب المتخصصين". وتابعت البلوي :"تحولنا لعاطلين بسبب استعجال الوزارة، وأيضا عدم اهتمام وزارة الصحة، على الرغم من أننا نحمل شهادة تخصص، وتجاوزنا الاختبارات الضرورية التي تجريها الوزارة، ونشعر بالإحباط عندما نجد وظائفنا التي يجب أن نكون عليها مشغولة بمن لا يملك التخصص الكافي فقط لملء الفراغ". وتتفق نهله السريحي وجواهر الحربي ونوره الشهري ومنى البلوي وغادة الجهني مع ما تقوله أماني، وتضيف نهله: "نحن أوائل الخريجات من هذا التخصص ومع ذلك لا نجد وظائف، فماذا سيكون حال من سيتخرج بعد خمس سنوات؟، الافضل إغلاق القسم والاكتفاء بالانتداب كما هو حاصل الآن، لأن "التربية والتعليم" حولت مهنة الإرشاد الطلابي لمن أراد الارتياح من التدريس، دون أدنى اعتبار للتخصص". ومن جانبها تقول جواهر: "نحن والآلاف غيرنا ضحايا سوء التخطيط في وزارة التربية والتعليم، وأيضا وزارة الصحة فهم عندما قرروا فتح هذا القسم كان لهدف شغر وظائف الإرشاد والتوجيه الأسري، ولكن للأسف تم ملئ هذه الوظائف بغير المتخصصين وعندما تخرجنا لم نجد وظائف لنا وبقينا عاطلين". الطلاب هم من يدفع الثمن ويتفق الأخصائي الاجتماعي الدكتور محمد العتيق مع ما ذهبت إليه الخريجات العاطلات عن العمل، ويطالب وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في طريقتها العشوائية في التعيين، محذرا من خطورة ذلك على الطلاب. وقال: "تعيين غير المختص في هذه الوظيفة خطأ إداري تتحمله وزارة الخدمة المدنية مع المختصين في وزارة التربية والتعليم الذين كان يفترض أن يطالبوا بهذا الأمر". وشدد العتيق على أن أداء غير المختصين لدور المرشد الطلابي يضر الطلاب ويزيد من مشاكلهم وربما يؤثر على مستقبلهم بأكمله، ويضيف :" ما يستطيع أن يحله الأخصائي الاجتماعي بالطرق التي درسها وتعلمها، لا يستطيع أن يفعله غير المتخصص مما يضاعف من المشكلة لأنه ليس لديه أي خلفيه في هذا الجانب، تماما كمن يفتي في الطب وهو ليس بطبيب". ومن جانبه يحمل أستاذ الصحة النفسية في كلية الطب في مستشفى الملك خالد في الرياض الدكتور سعد المشوح، وزارة التربية والتعليم مسئولية تحويل خريجي قسم الاجتماع لعاطلين كونها لم تستوعب المتخصصين منهم في مجال الإرشاد الطلابي و وظفت غيرهم في مكانهم. وقال: "تحمل القضية شقين أساسيين، الأول نتيجة حاجة التربية والتعليم لمرشدين طلابيين، أدى للاستعانة بكل التخصصات سواء النظرية أو التطبيقية، للقيام بمهمة الإرشاد وكان الهدف مصلحة الطالب بأي شكل من الأشكال والمهم أيجاد أشخاص يكونون قريبين من الطالب سواء كان لديهم تلك المهارات أو لا". وأضاف: "أنا لا أدافع عن الوزارة ولكن الحاجة كانت قديمة لهؤلاء في وقت سابق، لكن إذا مازالت الوزارة مستمرة في انتداب غير المختصين فهنا الخطاء". وشدد الدكتور المشوح على، أن من المهم أن يملك من يؤدي دور المرشد الطلابي المهارات اللازمة للتعامل مع مشاكل الطلاب، ويضيف :"مهنة الإرشاد ليست صعبة وتحتاج لمتخصص دقيق ويمكن أن يؤديها أي شخص يحمل المهارات اللازمة بعد التدريب، لمساعدة الطلاب في المشاكل التي يعانون منها سواء أسريا او تعليميا. وأضاف المرشدين الطلابيين غير المتخصصين غير قادرين على حل مشاكل الطلاب، لأنه تنقصهم بعض مهارات فن المقابلة والتشخيص والتحويل، ولهذا أما نحتاج لإدخالهم لدورات علمية متخصصة أو الاستعانة بالمتخصصين، لأن المتضرر الوحيد في نهاية المطاف هو الطالب