حين تكون النتيجة هي فقد الزوجة بعد جراحة قيصرية والاستعداد لتحمل تبعات المعاناة على المستويين الشخصي والعائلي، فلا يعد من المجدي كثيراً معرفة أن يكون السبب هو الإهمال أو الخطأ الطبي لطاقم الجراحة في مستشفى الولادة والأطفال في مدينة بريدة، بل المطلوب أكثر من ذلك بكثير، هكذا كان لسان حال زوج المتوفاة نايف الحربي، وهو ما دعا صحة منطقة القصيم إلى التوجيه بالتحقيق المباشر والعاجل في حالة الوفاة. وفيما ذكرت «صحة القصيم» في بيان صحافي أن للمواطن الحق في التظلم والمطالبة بحقه وحق مريضه، علماً أن هناك خطوات متتالية من خلال لجان تحقيق تنتهي بلجنة شرعية طبية بإشراف قاضٍ شرعي (أ) وعدد من الاستشاريين السعوديين المتخصصين، لإنصاف المواطن والمريض ومقدم الخدمة الصحية، أوضح مديرها الدكتور صلاح الخراز أنهم يسعون للشفافية مع الرأي العام ولإيضاح ملابسات الحادثة والتحفظ على ملف المريضة، ومراجعة الحالة والإجراءات الطبية التي اتُّخذت حيالها والتحفظ على الأطباء المعنيين الذين باشروا الحالة، وأنه التقى ذوي المواطنة مع مدير المستشفى للتأكيد على متابعة الإجراءات. وذكر زوج المواطنة المتوفاة نايف الحربي في حديث إلى «الحياة» بالقول: «لا أدري ماذا أقول؟! زوجتي تعذبت عذاباً لا يعلم به إلا الله، وهو ما حصل لها يجب ألا يمر مرور الكرام، ماذا أقول لطفلتي ذات الأعوام الستة، التي كانت تذهب مع والدتها المعلمة كل صباح للمدرسة؟! وماذا أقول لطفلي الصغير الذي يبحث عن أمه في كل أرجاء المنزل؟! تساؤلات طفلتي تكاد تقتلني، فهي متعلقة بوالدتها، رحمها الله، بدرجة لا توصف. ما حصل كأنه حلم أو نسج من الخيال، ومولودي الجديد ما ذنبه أن يولد يتيم الأم؟ بسبب إهمال طبي». وعن الطريقة التي أدخلت بها زوجته المستشفى، ذكر أن زوجته لم تكن تعاني من أي أمراض سابقة، وهي في الأسبوع الأول من الشهر التاسع لحملها، غير أنه تم تحويلها من مستشفى مركز قبة إلى مستشفى الولادة والأطفال في مدينة بريدة الثلثاء الماضي، وعلى الفور أجريت لها الفحوص اللازمة، واتضح أنها تعاني من ارتفاع في ضغط الدم، وصرف لها عقار أثناء الكشف المبدئي، وعلى أثره عاد الضغط إلى وضعه الطبيعي، لافتاً إلى أن الأطباء أمروا بتنويمها في المستشفى، وقالوا: لا بد من أن تعطى طلقاً اصطناعياً، كون نبضات الجنين بدأت تضعف، وقرروا التدخل الجراحي. وقال: «بعد أن تمت الجراحة القيصرية زعم الطاقم الطبي أنها ناجحة، بيد أنه من الغد أصيبت زوجتي بإعياء، وتم إدخالها إلى العناية الفائقة، لنكتشف أن لديها نزيفاً داخلياً حاداً وفقر دم بسبب النزيف، وتم الاتصال بي من المسؤولين الذين أخبروني بوفاتها بسبب نزيف حاد بعد الجراحة القيصرية»، مشدداً على أنه لا بد من اكتشاف الحقيقة كاملة حول الأسباب الحقيقية خلف الإهمال الطبي الذي تسبب في فقدان زوجته ذات ال31 عاماً، ولفت إلى أن المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة القصيم، قال له: «إن هذا إهمال، وليس خطأ طبياً، وسيحاسَب جميع الطاقم الطبي الذي باشر الحالة، وأنه تم التحفظ على الطاقم الطبي إلى حين الانتهاء من التحقيقات، التي ستنتهي بعد أسبوعين من الآن».