أصدر الدكتور سعد الصويان كتاباً جديداً بعنوان «فسح سهواً» عن مدارك، والكتاب عبارة عن مقالات في الشأن المحلي السعودي. وذكر الصويان، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود سابقاً الباحث المتخصص في التاريخ الشفهي والشعر النبطي في الجزيرة العربية، في مقدمته أن الكتاب يحوي سلسلة مقالات تمكّن من نشرها في صحيفة زميلة، لافتاً إلى أن إدارة تحرير الصحيفة تلقت «توجيهاً بإيقافي ومنعي من الكتابة». وقال إنه يعرض هذه المقالات «بقضها وقضيضها» أمام القارئ «ليحكم بنفسه إذا ما كان فيها فعلاً ما يستحق المنع أو يشكل تحدياً أو تهديداً أو تعدياً لفظياً على أي من شرائح المجتمع أو رموزه». ويرى الصويان أن كتابه مجرد محاولات وتأملات قدمها من دون مواربة «لتشخيص وضعنا الداخلي وتركيبة المجتمع وطبيعة معطياته»، وأنه وجدها فرصة سانحة لتوثيق وجمع كتاباته الصحافية التي سبق أن نشرها في مجلات وصحف محلية أخرى، لمجرد الفائدة، ورغبة في أن تميط اللثام عن جوانب من شخصيته قد تخفى على من ليست له صلة مباشرة به، مؤكداً أنه حريص على أن يعرف القراء مواقفه الفكرية منذ بداية الثمانينات وبداية كتابته في مجلة «اليمامة»، وإن طاول هذه المواقف بعض التطور والتحوير، إلا أنها «لم تتقلب أو تتشقلب». واحتوى الكتاب على عدد من الحوارات التي أجريت معه في عدد من الصحف والمجلات، ومنها لقاء صحيفة «الحياة» عام 2008. وتنوعت مقالات الصويان التي تناولت قضايا عدة، تعنى بكل ما يتعلق بالتراث الشفوي والأمثال الشعبية والشعر النبطي والأساطير الشعبية، ومقالات خاصة عن المهتمين بهذا الشأن أمثال حمد الجاسر. واستعرض في بعض مقالاته الشعر النبطي الذي يؤرخ لمراحل تاريخية في الجزيرة العربية، وصفحات من رحلة تشارلز داوتي، أشهر الرحالة الإنكليز إلى نجد ولقائه مع حزام بن حشر في بلاط محمد بن رشيد ومعركة دخنة، نقلاً عن ترجمته لكتابه «الترحال في الصحاري العربية» وزيارته حائل وعنيزة، مشيراً إلى أهمية ما ذكره في كتابه عن مرافقة الرحالة لقافلة السمن، وما تتعرض له من متاعب، وأنه اهتم بهذه الجزئية لأنها تحوي معلومات مهمة ذات قيمة إثنوغرافية وتاريخية عن قبيلة قحطان، وفيها توثيق لحياة البادية وسفر القوافل. وتتنوع مقالات الصويان لتشمل حديثاً عن القضية الفلسطينية، ونظريات تفسر نشوء الدولة السعودية، إضافة إلى سلسلة مقالات عن منزلة العقل في الفكر الديني، وعن خادم الحرمين الشريفين ووقفاته التاريخية تجاه القضايا المجتمعية، وعلى رأسها قضايا التصنيفات الفكرية والطائفية والمذهبية، التي توحي، كما يقول بأنه مواطن مسكون بهموم الوطن وقضاياه. * أسماء العبودي