حقق نادي حائل الأدبي مركزاً متقدماً، خلال السنوات القليلة الماضية، من خلال جملة المناشط الذي عمل عليها، ورسخت دوره كواحد من المؤسسات الثقافية الفاعلية في المنطقة، وكذلك على مستوى المملكة، حتى إنه تقدم أندية عريقة بسبب ما توافر له من خطط على مستوى الإصدارات وعلى صعيد الأنشطة المنبرية، إضافة إلى الإصدار الصوتي الذي تفرد به. أضحى نادي حائل واحداً من الأندية التي لا يمكن تجاهل ما قدمه من إسهام حقيقي وحيوي في المشهد الثقافي في المملكة. فعلى سبيل المثال نظم النادي، خلال العام الماضي، عدداً من الفعاليات المتنوعة، تفاوتت فيها آراء المهتمين بالشأن الثقافي في حائل بشكل خاص، وفي السعودية بشكل عام، من خلال المداخلات والتعليقات، وأحياناً أخرى إحراجاً ثقافياً للقائمين في النادي بسبب قلة الحضور الذين يعدون على عدد الأصابع، حتى إن بعضهم كتب «ثقافة بلا جمهور»، لكن في المقابل امتلأت القاعة الثقافية بالجمهور. فنظم ندوة بعنوان: «المواقع الإلكترونية»، واستضافت اللجنة في هذه الندوة عدد من مشرفي وأصحاب المنتديات الحائلية والصحف الإلكترونية بالمنطقة، وطرحت تساؤلات عن مدى الحرية الشخصية للقراء والمستهدفون في المنتديات؟ وعن ضعف الطرح؟ وظاهرة وجود الأسماء المستعارة؟ وعن جدوى المواقع الإلكترونية وما تعكسه من تكرار وغياب التجديد والإبداع ووجود المجاملات وتفشي السطحية؟ وما تحويه المواقع من معلومات وأخبار غير دقيقة؟ كما أقام النادي ندوة بعنوان «الملاحق الثقافية السعودية». ونظم النادي أيضاً محاضرة ضمن سلسلة «كتاب من حائل» للأديب سعد بن خلف العفنان (75 عاماً)، والذي اعترف بأنه من نعومة أظافره كانت طبيعته ملولة وتكره الرتابة وتلقي الأوامر وأشار إلى أنه لا يزال على تلك الطبيعة وسيبقى، وأنه عندما دخل الكتاتيب في الصغر لم ينهل كثيراً من العلوم لتقطعه بالدراسة. وشهدت القاعة الثقافية بنادي حائل الأدبي ورقة عمل بعنوان «علي الضمادي... تجربة تشكيل فريدة» قدمها أحمد إبراهيم أحمد، الذي وصف الضمادي بأنه رجل من زمن النبي داوود، وتناول تجربة الضمادي التشكيلية فقال إنه تميزت «بصمت وبطء والاكتواء بقسوة خامة العمل وعشق ملمسها ومداعبته لها بأزاميله ومطرقته. وقال «تتلوى صفائح النحاس القاسية بين يديه في ليونة أنثى لعوب، وإذا بالسطح الأملس عديم الشخصية تنفجر خفاياه، وتنطق بحوار بصري ولمسي فريد». وأقام «أدبي حائل» دورة تدريبية مجانية بعنوان «جمع وتوثيق الموروث الشعبي» لمدة خمسة أيام بمعدل ساعتين ونصف الساعة يومياً في القاعة الثقافية بمقر النادي. حاضر في الدورة الأكاديمي وأستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الباحث المختص في التاريخ الشفهي والشعر النبطي في الجزيرة العربية الدكتور سعد العبدالله الصويان، والذي تتطرق إلى مقدمة عامة عن تاريخ الاهتمام عالمياً بالمادة الشعبية، مع شرح موجز لأهم النظريات والمناهج المتبعة في جمع وتفسير وتحليل المادة الشعبية، وأهمية هذه المادة علمياً وتاريخياً، مع التركيز على طرق الجمع الميداني، وفهرسة المادة بعد جمعها وتوثيقها، وطرق حفظها وأرشفتها، سواء كانت مادة تسجيلية أو مكتوبة. كما أثارت حنان مسلم الرويلي بعد قراءتها لرواية «هند والعسكر» لبدرية البشر حفيظة البعض في القاعة الرجالية في النادي، ووصل الخلاف إلى حد الملاسنات بين رجلين لاختلافهما في الرأي؛ فهناك من عارض الرواية وهناك من أيدها، إلى أن أخمد فتيل الملاسنة، بعد تداركها من أعضاء النادي الأدبي، والاضطرار إلى تدخل بعض الحضور لتهدئة الوضع وعدم احتدام النقاش، كما تبين عبر مكبرات الصوت ظهور أصوات نسائية داخل القاعة الأخرى، تعارض أيضاً ما ذكرته الرويلي عن المرأة. ونظم النادي ندوة ثقافية بعنوان «المتاحف الخاصة... الواقع والمأمول» شارك بها مدير مكتب الآثار والمتاحف بحائل سعد الرويسان، وصاحب أحد المتاحف الخاصة بحائل علي باخريصة. كما نظمت في القاعة الثقافية ووسط حضور كثيف غصت به القاعة والقاعة الداخلية للمقر محاضرة بعنوان: «تأصيل حقوق الإنسان في الإسلام» ألقاها عضو مجلس الهيئة السعودية لحقوق الإنسان فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز الفوزان. وتنوعت التجارب واختلفت الحساسيات في الأمسية الشعرية، التي نظمها نادي حائل الأدبي، والتي شارك فيها شعراء حضروا من الجنوب لينثروا إبداعهم في الشمال وهم على الرباعي وغرم الله الصقاعي وعبدالرحمن موكلي وأحمد الحربي. كما أحيا الشاعر عبدالله الصيخان أمسية شعرية في النادي الأدبي بمنطقة حائل، وقام بتوقيع كتابه بأدبي حائل. كما طرح النادي خمسة كتب مطلع آذار (مارس) المقبل تنوعت الإصدارات ما بين الشعر والقصة القصيرة والدراسات والترجمة. فحمل الكتاب الأول عنوان «القصة القصيرة حقيقة الإبداع... نحو تقييم التطور التاريخي ودراسة الخصائص النوعية للقصة القصيرة» لمؤلفه تشارلوماي وترجمة ناصر الحجيلان. أما كتاب «قراءات في الخطاب الفلسفي» لمؤلفه شايع الوقيان، فجاء ضمن سلسلة دراسات التي يصدرها النادي. وفي مجال الشعر جاء «دم البينات» للشاعر هاشم الجحدلي، وفي مجال القصة القصيرة جاءت «حكايات مجهولة» لرشيد الصقري والكتاب الخامس كان للفنان طلال فهد الشعشاع بعنوان «فن الكاريكاتير دراسة علمية نظرية وتطبيقية».