نطلقت صباح أمس (الأربعاء) الموافق 28 / 1 / 1434 ه جلسات المؤتمر العالمي الأول للتحكيم الدولي الذي ينظمه مركز مكة الدولي للتوفيق والتحكيم بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع مركز التحكيم الدولي بجمهورية مصر العربية وبشراكة الاتحاد العربي للتحكيم الدولي وجامعة أسيوط تحت عنوان "التحكيم رؤية مستقبلية للفصل في المنازعات التجارية والمدنية" لمدة يومين بفندق ريحانة بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية. حيث بدأ المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها كلمة الأستاذ الدكتور فهد مشبب آل خفير رئيس مجلس أمناء مركز مكة الدولي للتوفيق والتحكيم نائب رئيس الاتحاد العربي للتحكيم الدولي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي الأول للتحكيم الدولي بين في بدايتها بأن مكةالمكرمة شهدت أول تحكيم من خلال قبول قريش لتحكيم المصطفى المختار محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بعد أن قبلت قريش تحكيمه في أول نزاع ليرسم صورة ناصعة تنطلق من مكةالمكرمة لتعرفها البشرية بعد أن نجح في أمر وضع الحجر الأسود في مكانه من البيت الحرام ليحل هذه الأزمة بتوفيق من الله وحكمته عليه الصلاة والسلام. وبين د. فهد مشبب آل خفير بأن التحكيم يعتبر من الموضوعات التي يزدهر نجمها يوماً بعد يوم نظراً لما تحققه للمتخاصمين من سرعة الفصل في المنازعات وبساطة في الإجراءات، حيث تعتبر الرضائية التبادلية من أهم المبادئ الأساسية للتنظيم القانوني المعاصر للتحكيم ويشمل تحديد القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع والإجراءات المتبعة في تسيير عملية التحكيم واختيار لغة ومكان التحكيم واختيار المحكمين أنفسهم. وأضاف بأن التحكيم يعد من الموضوعات التي تستغل مكاناً بارزاً في الفكر القانوني والاقتصادي على المستوى العالمي، ويواكب التحكيم التطور المتلاحق في الجانب الاقتصادي الذي تعيشه البلدان كافة، مبيناً بأن التحكيم نشأ قبل القضاء باعتبار الإرادة الفردية للتسوية الودية للمنازعات، ونشهد اليوم تنامي نسبة مساهمته في حل المنازعات نتيجة الوعي بأهمية ودور التحكيم في المنازعات في ظل نمو عدد قضايا المنازعات التجارية المحلية أو الدولية. وأوضح د. فهد آل خفير بأن الدول العربية حققت نجاحاً في مجال التحكيم من خلال تسوية العديد من النزاعات المحلية والدولية حيث يضمن التحكيم إيجاد بيئة استثمارية واعدة، مضيفاً بأن هذا المؤتمر الذي ينطلق في هذا اليوم المميز 12/12/2012 يهدف لنشر نظام التحكيم في العالم في المؤتمر العالمي الأول للتحكيم الدولي والذي ينظمه مركز التحكيم الدولي بجمهورية مصر العربية ومركز مكة الدولي للتوفيق والتحكيم بالمملكة العربية السعودية، ويستعرض خلال جلساته التي تعقد تحت عنوان "التحكيم رؤية مستقبلية للفصل في المنازعات التجارية والمدنية" آليات ضمانة سرية التحكيم الإلكتروني وتوظيف الوسائل الفنية في إدارة التحكيم الإلكتروني وتحقيق العدالة في التحكيم الالكتروني والذي يبدو أقرب وأيسر. ثم ألقى الاستاذ محمد الديري الأمين العام للاتحاد العربي للتحكيم الدولي كلمة رحب فيها بالحضور واستعرض مسيرة تأسيس الاتحاد العربى للتحكيم الدولي والذي انطلق بناء على التوصيات الختامية للمؤتمر الأول لاتحاد مؤسسات التحكيم العربية، مبيناً بأن الاتحاد يضم مجموعة منتقاة من الأعضاء ومن المؤسسات التحكيمية والجهات العاملة فى مجال التحكيم وأساتذة القانون والمحامين والمهندسين ورجال الاعمال من جميع انحاء العالم العربي. وأوضح الديري بأن الإتحاد يهدف لدعم المراكز التحكيمية العربية والارتقاء بأدائها وبأن تكون العلاقة بين كل مركز عضو فى الإتحاد والعضو الآخر هى علاقة دعم وتعاون لا علاقة منافسة وأن تكون تسهيلات كل مركز عضو فى خدمة العضو الآخر دعماً للتحكيم العربى. ثم ألقت الدكتورة سهير منتصر عميد كلية الحضارات كلمة أعربت فيها عن سعادتها بالمؤتمر الذي يعمل على التنسيق بين جميع مراكز ومؤسسات التحكيم في جميع دول أعضاء الإتحاد وجميع مراكز ومؤسسات تحكيم وإعداد قوائم للمحكمين العرب الدوليين موحدة بالإتحاد. فيما أوضح الأستاذ حسن حماد نائب رئيس مركز التحكيم الدولي بأن المؤتمر يناقش إعداد لائحة موحدة لجميع قوانين التحكيم في الدول العربية تتفق والنظام العام في كل دولة والعمل على تنفيذها في جميع الهيئات والمؤسسات والشركات الحكومية وغير الحكومية واعتمادها لدى وزارة العدل في جميع الدول المشاركة، مضيفاً بأن المؤتمر يتناول عدة محاور من أبرزها الوسائل غير القضائية لتسوية المنازعات المدنية والتجارية ويشمل الصلح والتوفيق والوساطة والتحكيم، والتحكيم في المنازعات التجارية والمدنية مفهومه وأنواعه والقانون الواجب التطبيق، وعناصر التحكيم ويشمل اتفاق التحكيم وتشكيل هيئات التحكيم وإجراءات التحكيم، ونتائج التحكيم ويشمل حكم التحكيم وبطلان حكم التحكيم وتنفيذ حكم التحكيم، والتحكيم في المنازعات التجارية في كلٌ من البنوك والاستثمار وسوق المال. يذكر بأن المؤتمر العالمي الأول للتحكيم للإتحاد العربي للتحكيم الدولي تحت عنوان "التحكيم رؤيا مستقبلية للفصل في المنازعات التجارية والمدنية" يشهد مشاركة نخبة من أساتذة وخبراء القانون والتحكيم الدوليين ويتناول العديد من المحاور التي تناقش التحكيم وتطوره، كما ينطلق خلال المؤتمر دبلومان مهنيان الأول بعنوان "التحكيم في المنازعات الاقتصادية والاستثمار وسوق المال" والثاني بعنوان "التحكيم في العقود الهندسية والإنشاءات المحلية والدولية (الفيديك وBOT)" باعتماد من كلية الحقوق بجامعة أسيوط.