«لست مستعدة للبقاء مدة أطول».. بتلك الكلمات عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، فى تصريحات نقلتها صحيفة «الواشنطن بوست»، عن رغبتها عدم الاستمرار فى المنصب، مشيرة إلى أنها ستترك حقيبتها الوزارية، إثر تسلم الرئيس باراك أوباما مهام ولايته الثانية فى 20 يناير المقبل. وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند فى بيان رسمى: «لا أعتقد أن مشاريع الوزيرة تغيرت، لقد سمعتموها تعلن مرارا نيتها رؤية عملية تسليم لخلفها والعودة بعدها إلى حياة مدنية، كى تأخذ قسطا من الراحة وتغتنم الفرصة للتفكير والكتابة». وكشفت وسائل إعلام عديدة إلى أن أوباما يختار الآن ما بين المرشح السابق للرئاسة عام 2004 جون كيرى، والسفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة سوزان رايس، لخلافة وزيرة الخارجية، كما ألمحت تلك الوسائل إلى أنه قد يكون السبب الأكبر لرحيل كلينتون هو العاصفة السياسية التى أثيرت ضدها، إثر مقتل السفير الليبى فى بنغازى، عقب بث فيلم مسىء للرسول فى أمريكا. ولكن شبكة «إيه بى سى» الأمريكية أشارت إلى أن السبب الأكبر لرحيل سيدة أمريكا الأولى السابقة هو نيتها الدخول فى سباق الترشح للرئاسة عام 2016، الذى بدأ الاستعداد له مبكرا، حيث كشفت أن هناك أكثر من شخص فى الحزب الديمقراطى يسعى للترشح، أبرزهم حاكم ميريلاند مارتن أومالى، وعمدة لوس أنجلوس أنتونيو فيلاراجوسا المدعوم بقاعدة كبيرة من الناخبين اللاتينيين، والسناتور كريستين جيليبراند. وأشارت الشبكة إلى أن كلينتون من المتوقع أن تنافس حال ترشحها أكثر من شخصية شرسة تنوى الترشح عن الحزب الجمهورى، أبرزهم حاكم نيو جيرسى كريس كريستى، وسناتور فلوريدا مارك روبيو، بالإضافة إلى زعيمة حركة حزب الشاى المحافظة سارة بالين. والأمر ذاته أكدته صحيفة «التليجراف» البريطانية، مشيرة إلى أن هذا القرار يحظى بدعم كبير من زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، والذى يسعى بدوره لاستغلال القاعدة الشعبية والجماهيرية التى يحظى بها لخدمة زوجته. ونقلت الصحيفة تصريحات عن أحد المخططين الاستراتيجيين للحزب الديمقراطى قال فيها: «آل كلينتون لديهم من القوة والقاعدة الجماهيرية التى تسمح لهم بالفوز بسهولة بتلك الانتخابات، وأعتقد أنهما لعبا دورا كبيرا فى الانتصار الكبير الذى حققه أوباما».