شهد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس تراشق بالتغريدات، بين كل من الكاتب الصحافي محمد آل الشيخ من جهة، والدكتور عبدالله الغذامي من جهة أخرى، ثم انهالت التغريدات بين متعاطفة مع الغذامي أو معتذرة له عمّا لحق به من تعبيرات غير لائقة، أو تغريدات تحاول أن تؤجج القضية وتصعدها. وجاءت تغريدة محمد آل الشيخ كالتالي: الغذامي ها ليومين أشبه ما يكون بتنكة فيها شوي حصا، يدربيها صحوي مع درج، تسمع قرقعة، ولين برقت والين تنكة ما فيها إلا حصا!». فيما جاء رد الغذامي عبر تغريدة «بليغة» قال فيها: «كلامك يا محمد صورتك تصنعها بيدك، وعناصرها مروءتك ولغتك، والمقاس منك وعليك». ولاحظ «متوترون»، بعد أن توالت التغريدات، اختلاف مستويات الخطاب عند كل من الغذامي وآل الشيخ، وفقاً للمفردات التي عمد إلى استعمالها كل منهما، في مخاطبة الآخر أو الكلام عنه، وما تنم عنه من ثقافة أو نمط من الوعي يعكس شخصية صاحبه، فكتب عبد المجيد آل الشيخ اعتذاراً قال فيه: «أبعث إليك اعتذاراً يرقى إلى أدبك وكريم سجاياك ويترفع عن سفاهته أبعثها لا باسم أهلي بل باسم كل نبيل يعرف منزلتك ويقدر ريادتك». فيما غرد آخر قائلاً: «هذا دليل على أن هذه الأسرة الكريمة آل الشيخ فيها من الأخيار كثير وسوف تظل رغم عبث القلة من صغارها بما لا يليق من القول». في ما آزر الاكاديمي والكاتب أحمد الفراج آل الشيخ بتغريدة قال فيها: الرمز الثقافي يا أخ يكون له موقف ومبدأ، والغذامي يسير حيثما صفقت الجماهير. المرحوم غازي رمز والغذامي مهايطي كبير». وكتب أبو مشاري قائلا: يبدو أن الغذامي غير منهجه وفكره في آخر عمره، ظنا منه أن الحركيين يقفون على أبواب الجنة، فأراد إلى ذلك سبيلا». وحول ما دار أمس أوضح الدكتور عبدالله الغذامي أن القصة بالنسبة لي فيها صعوبة بالغة، «لأني أتكلم وأنا الطرف الأصلي في القضية، وقد لاحظت عموماً أن محمد آل الشيخ خلال الأشهر الماضية يحاذر أن يتقاطع معي، وأشم رائحة عدم رضاه عن تغريداتي، ومن ثم فجأة صارت هذه التغريدة». وشبه الغذامي تغريدة آل الشيخ بحالة فيزيائية، إذ يقول: «وأستطيع أن أشبهها بحالة فيزيائية تسمى «الكريكتل ماس» وهي تعني أن درجة الحرارة تتصاعد بشكل ممكن حسابه، ولكنها تصل إلى نقطة تتكسر فيها الحسابات والتوقعات، فيحدث الانفجار غير المحسوب، وهذا ما جرى لمحمد آل الشيخ، بعلامة أن لغة التغريدة وتوترها وانفعاليتها تشير إلى أنه لم يخطط للحظة ولم يتعقلها ولم يسأل عمّا بعده. هذه تمثل فيزيائياً لحظة «كريكتيل ماس»، هذه قراءاتي وتحليلي للحالة ولذلك أنا أستطيع أن أحللها دون أن أنفعل مثله». وفيما يخص مستوى الحوارات والنقاشات التي يمارسها المثقفون في «تويتر»، ومنها ما حدث بينه وبين آل الشيخ، قال الغذامي: «ما يحدث أمر ممتاز جداً، لأن المستور والمخبوء قد انكشف، وما دام هذا النوع من اللغة والانفعال موجود، فمن المفيد لنا أن نعرف بوجوده، إذ لا معنى أن نعيش مثلاً فوق فوهة بركان دون أن نعي أن تحتنا بركاناً»، مشيراً إلى أنه «كل ما وعينا بهذا فأننا نعرف ذهنياً كيف نتصرف حين حدوث الحدث، وفي القالب المجتمعي سابقاً أن الناس يقولون هذا الكلام وبهذه اللغة في مجالسهم الخاصة دون أن تنكشف للعموم». ولفت إلى أن ما فعله «تويتر» هو أنه جعل «الحش» علنياً بعد أن كان بين أربعة جدران، وبالتالي فأنني مثلاً عرفت ما يقوله محمد آل الشيخ عني في مجلسه الخاص، وفي المقابل يعرف ما أقوله أنا عنه في مجلسي الخاص، وأخلاق هذا وذاك ستنكشف بالمقارنة والقياس حينذاك». الغذامي _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ ال الشيخ