دخلت المملكة أول من أمس في موسم سهيل، ضمن الدورة الجديدة، والذي يبدأ بنوء الكليبين ذي الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة، في الوقت الذي أكدت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الرياح السطحية التي تحد من مدى الرؤية الأفقية تنشط على مناطق شمال شرق وشرق وأجزاء من وسط المملكة، تمتد حتى منطقة نجران، بينما تؤثر العوالق الترابية على الطريق الساحلي بين مكةالمكرمة، وجازان. وذكرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، في تقريرها عن الأحوال الجويّة، أن الطقس سيبقى معتدلاً نهاراً، مع فرصة لتكون السحب الرعدية على مرتفعات (جازان ، وعسير ، والباحة، والطائف). وتوقّعت أن تكون حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر شمالية غربية إلى غربية، بسرعة 15- 42 كم/ساعة، وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف، وحالة البحر متوسط الموج، في حين ستكون حركة الرياح السطحية على الخليج العربي شمالية إلى شمالية غربية بسرعة 18-42 كم/ساعة، وارتفاع الموج من نصف المتر إلى متر ونصف، وحالة البحر متوسط الموج. ويعرف موسم سهيل لدى العرب في بدايته بالحرارة، وفي نهايته بالمطر، وفيه طالع الطرفة أو سهيل الصفري وعدد أيامه (13)، وهو النجم السابع من نجوم الصيف والنجم الأول من نجوم الصفري، بمعنى أنه بداية نجم سهيل الذي يرى بالبصر وعدد أيامه (53) يوماً، وسمي بسهيل اليماني حيث قسّم العرب الأوائل القبة الفلكية إلى نصفين: شمالي ونسبوا نجومه إلى الشام، وجنوبي ونسبوا نجومه إلى اليمن، وقسّموا منازل القمر الثمانية والعشرين إلى قسمين: (14) منزلة شامية وتقع إلى شمال سمت الرأس، و(14) أخرى يمانية تقع إلى جنوب سمت الرأس، وذلك بالنسبة لعروض مكة وما حولها، إذ كان العرب يعتبرون سمت مكة وسطاً فما وقع شمالها فهو شامي نسبة للشام، وما وقع جنوبها فهو يماني نسبة لليمن. ويقع نجم سهيل في النصف الجنوبي من القبة الفلكية بالنسبة لأفق الجزيرة العربية، لذا سمي بسهيل اليماني أو البشير اليماني، أما الطرفة فهي طرف الأسد، وهما نجمان أحدهما نيّر واضح يرى قبل أوانه، وهو من النجوم الشامية، وعندما تكون الرياح جنوبية تبدأ رؤية الغيوم ويكون هناك أمل في الأمطار، أما إذا أتت شمالاً فتكون فرصة هطول الأمطار ضئيلة، ويبدأ الوقت في البرودة مبكراً، لذلك نجد أن الليل يبرد في الطرفة، ويتلطف الجو خاصة بعد غروب الشمس وفي المساء، ويتحسن الطقس نهاراً خصوصاً في الصباح والمساء مع استمرار الحر في وسط النهار، ويبرد فيه آخر الليل مع مرور الأيام، أما الرياح في معظمها تهب من الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية، ومع بداية سهيل يبدأ منخفض الهند الموسمي بالتراجع جنوباً، وتبدأ الرياح القوية هبوبها حيث يطلق عليها هبايب سهيل، حيث تعمل على تلطيف الجو، ويبدأ الغزو النسبي الحاد للرطوبة المرتفعة من بداية أغسطس، وتتزامن ذروتها مع طلوع نجم سهيل، وتستمر إلى منتصف سبتمبر، ويطلق عليه وعكة سهيل، وفيه يطول الليل ويقصر النهار، وفي نجم الطرفة يفيء الظل.