يحرص المسلمون مع دخول شهر رمضان المبارك على أداء العمرة ويفضلون أداءها بصحبة أفراد الأسرة كبارا وصغارا، وعلى الرغم من الكثافة العددية التي شهدها المسجد الحرام خلال الأيام الماضية إلا أن كثيرا من الأسر أخذت أبناءها معها إلى الحرم، لأداء العمرة مرتدين الإحرام كما قاموا بتلقين الأبناء الأدعية المأثورة ليرددوها مع والديهم سواء في صحن المطاف أو في المسعى. ويتضح لنا خلال الأيام الماضية كثيرا من الأسر وهي تصطحب أطفالها معها للحرم خصوصا القادمين من خارج مكةالمكرمة، واعتنت بعض العائلات بنوع الإحرام للأطفال الذي كان متناسقا مع أحجامهم في حين لم تجد أسر ما يناسب أطفالها فاضطرت إلى استخدام إحرام الكبار مع إجراء بعض التعديلات عليه، كأن وضعت له بعض المماسك والأحزمة لكي لا يقع لصعوبة تحكم الأطفال فيه غير مبالين بخطورة الزحام أو التدافع أو ارتفاع الحرارة. ويقول عادل إبراهيم وهو من سكان الرياض: "أتيت لأداء العمرة وحرصت على أن أجعل كافة أفراد أسرتي يؤدونها معي حتى الصغار، لكون التجربة لهم في الطفولة رائعة وتعودهم على تكرارها، كما أنه لا يتسنى لنا الحضور من الرياض إلا مرة واحدة في العام وهي فرصة ثمينة". معتمر يحمل طفلا بملابس الإحرام في المسعى. فيما صادفنا سلمان في الطواف وهو يلقن الأدعية لأطفاله وهم يرددون من خلفه، وبعد انقضائهم من الطواف سألناه: هل يمثلون الأطفال مشقة لكم؟ فقال: أنا من أهل المدينةالمنورة، وأطفالي يريدون أن يعتمروا، وهم يدرسون في المرحلة الابتدائية، ما يعني أنهم درسوا في الفقه مناسك العمرة وأحكامها فقررت أن أصطحبهم معي للتطبيق العملي وهي المرة الأولى لهم". فيما اصطحبت سيدة باكستانية ابنها الصغير لأداء العمرة معها وهو يدفع العربة لها ولأخته الصغرى، وقالت: "لا يوجد معي محرم إلا هذا الطفل فقررت أن أصطحبه معي لأداء العمرة"، حال هذه المعتمرة لم يكن غريبا على أخريات سيدات كثيرات يصطحبن أطفالهن معهن في الحرم المكي الشريف، حيث وجدت عائلة أخرى تجاوز أفرادها السبعة، منهم أربعة أطفال دفعتهم الأم أمامها، فيما قامت أخرى باستئجار عربة يدفعها شاب لبناتها الثلاث أكبرهن 9 سنوات تقريبا.