شددت لجنة التوجيه والدعوة والإرشاد بالحرم المكي الشريف، على عناصرها الميدانيين بنشر جواز العمرة لمن رغب في أدائها من الذين يرتدون إحرامات ذات ألوان مغايرة للإحرام المتعارف عليه ذي اللون (الأبيض). وجاء التنبيه، عقب تقدم عدد من المعتمرين، من جنسيات آسيوية وإفريقية، إلى مكتب التوجيه بالحرم، بشكوى من تلقي انتقادات لاذعة، تجاوز بعضها حد الاشتباك بالأيدي، داخل ساحات الحرم الشريف، في صحن الطواف والمسعى، نتيجة ارتدائهم إحرامات، تحمل تصاميم لونية مغايرة لما اعتاده المعتمرون. (الحشريون) وقال المعتمرون المشتكون لمكتب التوجيه إن علماء الإسلام ببلادهم يجيزون ارتداء ملابس الإحرام الملونة. وأكدوا لهم صحة أدائهم مناسك العمرة بتلك الإحرامات، وأنهم لا يلزمهم تقديم أي فداء لارتدائهم إياه. وطالبوا لجنة التوجيه بالحرم، بالتنبيه على من أسموهم بالطفيليين و(الحشريين) من الزوار والمعتمرين، بعدم مضايقتهم، فيما وصفوه بالجائز. وأرجعوا ذلك إلى عدم معرفة هؤلاء المتطفلين، بحقيقة الأمور، ونظرتهم إلى من لم يرتدِ لباس الإحرام الأبيض، بأن عمرته غير صحيحة، وإشاعتهم أنه عليه فداؤها بدم. المعتمر المغربي وقال أحد المعتمرين ويدعى عبدالحق قاسم (إندونيسي) إنه اضطر للدفاع عن نفسه، باستخدام يديه، حينما قام معتمر من الجنسية المغربية، بخلع إحرامه منه، بسبب عدم إعطائه لمداخلاته معه أي اهتمام، نتيجة ارتدائه إحرام عمرة به جوانب تم تخطيطها باللون الأزرق، والتي قال إنها ترمز إلى الفوج الذي قدم معه من بلده؛ وذلك من أجل ألا يضل طريقه في مكة، وفي الأماكن التي تشهد كثافة بشرية من داخل الحرم. وأشار عبدالحق إلى أن علماء الإسلام في إندونيسيا، بيَّنوا لهم عدم وجود أي خلاف في ارتداء ملابس إحرام ملونة، وأن عمرتهم صحيحة، وليس عليهم من حرج في ذلك. الأبيض لصحة العمرة وقال المعتمر محمد أحمد لبيب (مصري) إنه “لا يزال متمسكا بأن من جواز صحة أداء العمرة، أن يؤديها المعتمر بلباس الإحرام الناصع البياض”. وأضاف أنه “يرمز إلى صدق توكل العبد على ربه، بالنيّة والرغبة في التطهير من الذنوب والمعاصي، والتعهد بالحفاظ على صلته بربه”. وأشار لبيب إلى أنه “فعلا واجه بعض المعتمرين ممن يرتدون إحرامات ملونة، ونصحهم لكنهم لم يستجيبوا”. وقال: “هذا ما دعاني إلى أن أغلظ عليهم، حتى وصل الأمر في بعض الحالات إلى التشابك بالأيدي على صعيد الصفا والمروة”. بين المنع والجواز وطالب المعتمر عبدالله حسن الحربي بأهمية تدخل هيئة الإفتاء وبيان حكم مثل هذه الأمور للناس”. وقال إنه “سبق أن حدَّثه أحد المشايخ بأنه يجوز له أداء عمرته إذا رغب في ارتداء شرشف”. وأضاف: “بينما قال له شيخ آخر إن ذلك يوقعه في المحظور، وهو مشكوك في صحته، وقد يلزمه ذلك الافتداء بدم، وإعادة عمرته”. وأوضح الحربي أنه “اطلع على فتوى لأحد علماء السعودية البارزين، تجيز ارتداء أي لون في العمرة، ما عدا لون الإحرام الذي عرف عنه الشعار البارز لدى الجماعات اليهودية والنصرانية في مناسباتهم الدينية وأعيادهم المختلفة الذي لونه أبيض وبه خطان أزرقان”. كما طالب المعتمر سعيد حسن البيشي بإصدار فتوى موحدة حيال ذلك، وتعميمها على المسلمين للتفقه في أمورهم الدينية، فيما يختص بعمرتهم، وتوضيح ما يجهلونه، وعدم تركهم نهبا للاجتهادات الشخصية التي قد تدخلهم وغيرهم في حرج، وتصل بهم إلى ما هو أسوأ”. لا مشكلة في الملون من جانبها، قامت “شمس” بزيارة خاطفة إلى مكتب التوجيه والدعوة والإرشاد بالحرم المكي، والتقت الدكتور يوسف الباحوث، الذي أكد لشمس” أنه “ليس شرطا أن تكون ملابس الإحرام باللون الأبيض”. وأشار إلى أنه “يجوز للمعتمر إذا رغب في أداء العمرة، وأحرم بملاءات الأسرّة، وإن كانت بألوان مختلفة، فإن عمرته صحيحة”. وأضاف أن “أي قماش ليس بذي أكمام فهو بمثابة لباس إحرام، إن رغب المعتمر في ارتدائه لأداء مناسكه”. وأوضح أنه “ليس هناك أي اشتراطات للألوان، عدا اللون الأحمر فقط”، مرجعا عدم جواز ارتداء اللون الأحمر إلى أنه طغى على أعياد اليهود والنصارى، وأن الرسول صلى عليه وسلم أمر بمخالفتهم.