نجح المؤلف علاء حمزة والمخرج عبدالخالق الغانم في نقل صورة عكسية لما يحدث في بعض البيوت السعودية من عنف أسري بين الأزواج، فبينما نعرف جميعا أن كثيرا من الزوجات يتعرضن للعنف والضرب من قبل أزواجهن، قدم لنا مسلسل "من الآخر" الذي تعرضه شاشة دبي يوميا صورة عكسية ساخرة لأزواج يتعرضون للضرب المبرح من زوجاتهم ولا يستطيعون الشكوى أو الإفصاح عن ما يتعرضون له من تنكيل عبر الأيدي الناعمة! ففي بداية الحلقة التي جاءت تحت عنوان "عنف أسري" رأينا الفنان "حبيب الحبيب" والملقب ب"شنب" وهو يبدو في عنفوان رجولته، يهابه زملاءه وأصدقاءه. وفي ليلة دخلته على عروسه التي جسدت دورها ببراعة الفنانة "ريم عبدالله" أخذ زملاءه ينصحونه بأن يترفق في معاملة عروسه، وألا يمد يده عليها، وأن يحاول أن يتفاهم معها باللسان باعتبارها أنثى ضعيفة! وبالفعل حاول أن يكون مهذبا معها.. وها هو مع عروسه في ليلة الدخلة يحاول أن يهدئ من روعها ويقول لها لاشك انك سمعت عن قصص "شنب" المخيفة، فنظرت إليه بسخرية قائلة: سمعت! ولأنه لم يعتد ان يخاطبه رجل بهذه السخرية أبدا، لم يكن من الممكن أن يتقبلها من امرأة حتى لو كانت عروسه فرفع يده ليوجه لها لكمة قاضية.. لكن يده توقفت في الهواء بغتة وإذا بعروسه تقبض على يده بمنتهى القوة لتباغته بلكمة زلزلت كيانه واعقبتها بعدد من اللكمات نسى بعدها أنه يحمل في بطاقة الهوية صفة ذكر!! واكتشف "شنب" المرعب أن زوجته بطلة "كاراتيه"! لم يكن يتصور أبدا أن هذه اللعبة وصلت إلى المرأة السعودية..! لم يكن بمقدوره أن يبلغ الشرطة، ولم يجرؤ على التفكير في تطليقها، فحتما سيتعرض لضرب قاتل لو طلقها.. فاضطر للتعايش معها مضطرا. وبينما كان لا يطيق البقاء في بيت أسرته من قبل، أصبحت الزيارات العائلية بمثابة طوق نجاة له من صفعاتها وركلاتها. وبالطبع حاز هذا العرض الساخر لمشكلة العنف الأسري أكبر كم من التعليقات الساخرة، خاصة من قبل الفتيات، اللواتي أجمعن على عبارة واحدة "تستاهلون يالرجال"!
