رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، اليوم الثلاثاء الحفل الذي أقيم في قاعة أكسيل في العاصمة البريطانية للإحتفاء بتخريج الدفعة الثانية من طلاب وطالبات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في المملكة المتحدة وأيرلندا. وفي كلمة له في الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة، قال سموه إن "سعادتي وابتهاجي، بل وفخري، اليوم، لا تقل عما شعرت به في الاحتفال الأول، وذلك لأنني أرى عدد الخريجين والخريجات في هذه الدفعة قد تضاعف ثماني مراتٍ تقريباً، ليصل إلى ما يزيد على أربعة آلافٍ وخمسمائة خريجٍ وخريجة حازوا كل الدرجات العلمية الجامعية، في تخصصاتٍ ومجالات تزيد عما يمكنني حصره في كلمتي هذه". وأضاف سمو السفير "جمعٌ مبارك ميمون من أبناء الوطن لم يتركوا تخصصاً علمياً إلا نالوه، ولا شهادة أو تقديراً أو تميُّزاً إلا أدركوه، ولا مجالاً من مجالات العزة والتقدم ترتفع فيه هاماتهم، ورايات بلادهم، وهمم إخوتهم وأخواتهم، إلا خاضوه واجتازوه بما يشرح الصدر ويُثلج النفس ويسر الخاطر من تفوقٍ وامتياز". وأوضح أن أفراد هذا الجمع الميمون، "سيشاركون، بإذن الله، إخوتهم وأخواتهم، الذين سبقوهم، والذين سيلحقون بهم، في تجسيد رؤيةٍ قياديةٍ مستقبليةٍ بعيدة المرمى، عقد فيها ذلك القائد المتفتح البصيرة، والدنا وقائدنا، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أيده الله، أمله، بعد التوكل على الله، على أبناء وبنات وطنه ليكونوا، بإيمانهم وعلمهم، ركائز إعلاء بناء الوطن، ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة المستدامة فيه لعقود مديدةٍ في المستقبل". وتابع سمو السفير قائلا "لهذا، فإنني، بعد حمد الله وشكره والثناء عليه بما هو أهلٌ له لما منَّ به من فضلٍ وتوفيق، أبدأ برفع صادق التهنئة إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين وإلى سيدي ولي عهده الأمين، رعاهما الله، بمناسبة تخرج هذه الدفعة الرائعة من أبناء مملكتنا الحبيبة". واستطرد بالقول "أعرب عن تهنئتي وشكري وتقديري لجميع القائمين على التعليم العالي في "مملكتنا الغالية عموماً، وعلى تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي على وجه الخصوص. وأخص منهم بالذكر، في هذا اليوم المبارك، معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري". وأضاف سموه "كما لا يفوتني أن أهنئ، من كل قلبي، جواهر حفلنا هذا؛ الخريجون والخريجات أنفسهم، وأهنئ كذلك ذويهم، وأبارك لهم جميعاً ما منّ الله به عليهم من إحراز أرفع الدرجات العلمية من أشهر الجامعات ومراكز البحث العلمي في المملكة المتحدة وآيرلندا". وتابع سمو السفير قائلا "أما وطني العزيز، وهو من أوائل من يستحق التهنئة في هذه المناسبة السعيدة، فلا أحسب أن هناك تهنئةً أصدق تعبيراً من أن أكون مُشاركاً في حفل نَزُّفُّ فيه، إلى رحابه العزيزة الطاهرة، أكثر من أربعة آلافٍ وخمسمائة عقلٍ متميزٍ صقلتها أرفعُ العلوم وأكثرها تقدماً. أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة قلبٍ عامرٍ بالولاء له ولقيادته الرشيدة، أيدها الله، ومتوقدٍ بحبه وبالتطلع إلى كل ما فيه رقيه ورفعته. أكثر من أربعة آلافٍ وخمسمائة عزيمةٍ أثبتت سنوات التغرب في طلب العلم مضاءها وإصرارها على تجاوز كل عقبة أو صعوبةٍ تقف في طريق تحقيق آمالها". وأضاف سموه قائلا "فإليك يا وطني العزيز، وإليكما يا سيدي خادم الحرمين الشريفين، ويا سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين، وأنا أعلم أنكما - حفظكما الله - معنا هنا عقلاً وقلباً وعاطفةً، نُقدم اليوم أغصاناً يانعةً من شجرة مستقبل وطننا الغالي الوارفة الظلال، وجمعاً من حُداة قافلة التنوير والنهضة والتقدم، التي تقودانها بحكمة وبصيرة. سائلين الله أن يجعل في هذا الجمع، وفيما قبله وبعده، الخير والبركة والتوفيق العميم". وأوضح سمو الأمير محمد بن نواف "بأن الناظر المتمعن يرى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، للابتعاث الخارجي يمثل مبادرةً مميزة تجسد رؤية قيادتنا الرشيدة وبصيرتها الثاقبة التي ترى أن التقدم، للوطن والمواطن، لا يتحققان إلا بالتعليم المستنير، القائم على التوازن الدقيق بين ثوابتنا الثقافية والفكرية والأخلاقية، وبين قفزات التقدم العلمي والاقتصادي والاجتماعي الحديثة، مع الانفتاح، في نفس الوقت، على ثقافات العالم وحضاراته. وقال في هذا الخصوص "ومن نافلة القول أن هذه الرؤية إنما هي امتدادٌ لفكرة استثمار بناء الإنسان السعودي على أسس أخلاقية وعلمية راسخة، تلك الفكرة التي كانت وما تزال الهم الأول الشاغل لقيادتنا الرشيدة، منذ عهد الوالد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله. وهي الفكرة التي حدت بقيادتنا الرشيدة إلى النظر إلى التعليم، عموماً، والتعليم العالي، بشكلٍ خاص، على أنه من أهم ركائز التنمية المستدامة والتقدم الحقيقي لدولتنا أعزها وحماها الله". وقال سموه مخاطبا أبنائه وبناته الخريجين والخريجات "مع تهنئتي الصادقة لكم بالتخرج، أود أن أهنئكم كذلك تهنئة خاصةً، لما بلغني من تحقيق العديد منكم للتميُّز الذي تمثل في براءات الاختراع، ودرجات الشرف والامتياز التي أحرزتموها في مجالاتٍ عديدة. وإنني لأؤكد لكم أن ما حققتموه من إنجازاتٍ وتميُّزٍ ليس محلاً للرضا فحسب، وإنما هو سببٌ يُضاف إلى أسباب فخر وطنكم وقيادتكم وذويكم بكم". وتابع سمو السفير قائلا "أما وقد انقضى، اليومَ، الجزءُ الأكبر والأهم من مرحلة طلب العلم في حياتكم، فلا بد لي من أن أذكركم أن اختتام هذه المرحلة ليس إلا البداية لمرحلة أهم وأعظم تأثيراً، ينتظر فيها وطنكم، وقيادتكم، وأهلوكم منكم أن تضعوا ما تعلمتموه وما اكتسبتموه من خبرات ومعارف، في خدمة وطنكم والعالم كله. وفي هذا، فإنني أذكركم بقول رسول الله، عليه الصلاة والسلام، في الصحيح : "لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع...." وذكر منها، عليه السلام، "عن علمهِ فيما عمل به"، فمع أن اكتساب العلم والتفوق فيه هو من المفاخر التي يُحمد الإنسان عليها، إلا أن الفخر الحقيقي يكمن في إفادة الناس، كل الناس، من ثمار هذا العلم". وأضاف سموه مخاطبا الخريجين والخريجات "إن بلادكم العزيزة لم تُبن بالأحلام ولا بالتواكل، وإنما وضع قواعدها جلالة الوالد المؤسس، الملك عبدالعزيز، رحمه الله، بتوفيق الله وتسديده، في سيرةٍ أشبه ما تكون بالملاحم، كانت قلوب آبائكم وأجدادكم وعقولهم وأيديهم، خلالها، متضافرةً مع قلبه وعقله ويديه" واليوم، تتواصل ملحمة البناء في دولتنا، أعزها الله، على نفس النسق الرفيع الذي بدأت به. وهاهم قادة بلادنا الغالية، أيدهم الله، ينتظرون، بثقةٍ بالغةٍ قدومكم، وقدوم إخوتكم وأخواتكم من كل أصقاع الدنيا، لكي تواصلوا معهم المسيرة التي بدأها آباؤكم مع القائد المؤسس، فتتكاتف أيديكم مع أيديهم ومع إخوانكم، لتضعوا ما تعلمتموه موضع التطبيق في كل المجالات، ولتتواصل مسيرة التنمية الشاملة المستدامة في كل أرجاء المملكة ولكل أبنائها، ولتبقى مملكتكم وطن العزة والكرامة والرفاه والتنمية والخير للإنسان في كل أرجاء الأرض. فامضوا على بركة الله، جل وعلا، تحفكم عنايته ويسددكم توفيقه وتحيطكم بركته". وقال سمو الامير محمد بن نواف أعبر عن صادق شكري وتقديري للمسؤولين والأكاديميين في جامعات المملكة المتحدة وآيرلندا ومعاهدهما العلمية، "على ما قدموه لأبنائنا وبناتنا من دعم ومساندة، وما زودوهم به من علمٍ ومعرفة، مؤكداً لهم أن الفوائد الجمة التي ستنتج عما اكتسبه أبناؤنا وبناتنا من معارف وعلوم، لن تكون حصراً على المملكة العربية السعودية وأبنائها فحسب، بل ستشمل، بإذن الله، وكما علمنا سيدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، كل الإنسانية في كل أصقاع الأرض" وأختم كلمتي هذه بقول الله سبحانه وتعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ"، ثم بسؤاله، جل وعلا، أن يحفظ لنا بلادنا الغالية، أعزها الله، وقيادتنا الرشيدة، أيدها الله، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، ويجمعنا دائماً على الخير". وكان الحفل قد بدأ بمسيرة الخريجين والخريجات، وتقديم فيلم وثائقي عن الملحقية والطلبة والطالبات المتميزين، تلاه كلمة الطالبات ألقتها الطالبة الخريجة ريم بنت حمد العساف ثم كلمة الطلبة القاها الطالب الخريج مصطفى بن حسين حلوي. شكرا خلالها الله عز وجل ثم دولتهم المباركة بقيادةِ والدهم خادمِ الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سُعُود وصاحبِ السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وليِّ العهد نائبِ رئيس مجلس الوزراء وزيرِ الداخلية، حفظهما الله". وأضافا "إنَّ بلادنا التي هيأت لنا الفرصَ لمواصلةِ تعليمنا ومكنتنا من الدراسةِ والبحث وتحقيق طموحاتنا لتستحقُ منا كُلَّ ثناءٍ وردٍ للجميل وعطاءٍ يسهم في نهضتها ورقيها ومواصلةِ مسيرةٍ نمائها وتطويرها". وعاهدا بالنيابة عن الخريجين والخريجات "الله ثم الوطن/على بذل ما يستطيعون لخدمة دينهم ووطنهم. كما ألقى وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتبادل المعرفي الدكتور محمد بن سعيد العلم كلمة معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، أكد فيها أن احتفالية اليوم هي احتفالية في يوم مبارك من أيام العطاء وأيام حصاد ثمار مشروع مبارك هو مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وأوضح أن هذا المشروع الجبار أتاح الفرصة للجميع بأن ينهلوا من مصادر العلم والمعرفة من أرقى الجامعات العالمية، مشيرا إلى أن الخريجين والخريجات هم طلائع نهضة المملكة العربية السعودية الحديثة التي يقود مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله. من جانبه، ألقى الملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الدكتور غازي بن عبد الواحد المكي كلمة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري الذي نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، حفظهما الله، ودعواتهما للخريجون بالتوفيق والسداد. وقال الدكتور غازي المكي إن ابتعاث أكثر من مائة ألف طالب وطالبة، يتواجدون الآن في جميع أنحاء المعمورة ليؤكد أن المملكة قد تمكنت بقيادتها الواعية الرشيدة من الوفاء ببعض مستلزمات النمو والازدهار وبما يتسق بكل أمانة مع حاجاتها الملحة. وخلص إلى القول "أذكر أبنائي وبناتي الخريجين والخريجات بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتق كل منهم، والآمال المرجوة من إخلاصهم في خدمة وطن الآباء والأجداد، وأذكرهم بأن الحصول على الشهادة والتقدير الأكاديمي والمعنوي ليس سوى مرحلة تتيح لهم فرصة التعبير العملي في المستقبل عن حبهم الحقيقي للوطن والإسهام في رقيه ونهضته والبر بأهلهم وذويهم. وإني لواثق، بأنهم، كدأب كل السعوديين المخلصين، أهل للوفاء بهذه المسؤوليات الجسام". وجرى في ختام الحفل التقاط الصور التذكارية للخريجين والخريجات مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة.