أكد مدير الخدمات الطبية في مستشفى الصحة النفسية في الطائف (شهار) الدكتور مازن محمد الهيجاء أن 60 في المئة من إجمالي مرضى الصحة النفسية يصومون رمضان، معتبراً أن صيام المرضى يخضع للجانبين الشرعي والنفسي. وأوضح الدكتور الهيجاء وفقا للحياة أن المستشفى يقوم من طريق أطبائه باتخاذ قرار صيام كل مريض أو مريضة في المستشفى قبل بداية شهر رمضان من كل عام، مؤكداً أن المعيار المعتمد لدى الأطباء في اتخاذ قرار السماح للمريض بالصيام من عدمه يتمثل في عدم وجود آثار سلبية على صحة المريض النفسية. وأضاف أن السماح المبدئي للمريض بالصوم في شهر رمضان قبل دخول الشهر بناء على حاله الصحية لا يعني أن المستشفى قد سمح للمريض بالصيام طوال شهر رمضان، موضحاً أن استمرار استقرار الحال النفسية للمريض طوال الشهر الكريم هو الطريقة الوحيدة لكي يتمكن المريض من صيام الشهر كاملاً. وقال: «هناك مرضى يمثل الصيام ضرراً بصحتهم النفسية، وإدارة المستشفى لا تسمح لهم بالصيام إطلاقاً»، مشيراً إلى أن أولئك المرضى يعانون عند خفض مستويات الدواء في الدم وعند الاضطراب في تناول الجرعات العلاجية. وتطرق الدكتور الهيجاء إلى المشمولين بالمنع من الصيام حفاظاً على صحتهم النفسية، ومنهم أولئك المرضى الذين تكون حالهم العقلية في حال اضطراب وعدم اتزان، فيما يسمح لمرضى انفصام الشخصية المعروف علمياً ب «الانفصام العقلي» بالصيام في حال كانت حالهم الصحية مستقرة. ولفت إلى وجود فئة من المرضى تعاني من اضطرابات أو انتكاسات تجبر الأطباء على التعامل معها من خلال تزويدهم بالجرعات الدوائية التي تكون غالباً مصحوبة بتناول الأطعمة، وهو ما يعني عدم صيامهم لشهر رمضان. وتابع: «بالنسبة لمرضى الأقسام الحادة وأقسام الدخول في المستشفى للجنسين فلا يتم السماح لهم إطلاقاً بالصوم، لأن طبيعة هؤلاء المرضى غالباً ما تكون مضطربة، واحتمالات إدراكهم لشهر رمضان لا تتعدى صفر في المئة»، مشيراً إلى أن الأقسام المزمنة في المستشفى تكون طبيعة العلاج فيها طويلة وغالباً ما تتسم بالاستقرار، كما أن البرامج العلاجية فيها لا تتعارض مع ساعات الصيام. وشدد الهيجاء على أن شهر رمضان والأجواء الروحانية المصاحبة له تنعكس على حال المرضى بشكل إيجابي، مبيناً أن مرضى الإدمان والاكتئاب والتوتر والقلق هم الأكثر استفادة وتحسناً خلال هذا الشهر الكريم، نظراً إلى الانعكاسات الإيجابية للأجواء الروحانية التي غالباً ما تصاحب شهر الصوم. وأكد مدير الخدمات الطبية أن المستشفى يعمد خلال شهر رمضان إلى تكثيف جهوده من طريق قسم التوعية الدينية، للإسهام في استغلال الشهر الكريم في تحسن أكبر عدد ممكن من الحالات المرضية، كاشفاً أن مستشفى الصحة النفسية يسعى إلى إدخال العلاج الإيماني (الروحاني) إلى الخطة العلاجية للمرضى، لما تمثله من دور مساند للبرنامج العلاجي النفسي لبعض الأمراض العقلية.