على الرغم من الحالة الصحية للسبعيني أبي عبد الله ونصائح الأطباء له بالامتناع عن الصيام في رمضان إلا أنه يصر على عدم الإفطار في هذا الشهر الفضيل،ولا يعير اهتماما للرخصة الشرعية التي أجازها له الشرع،ويصر على صوم رمضان بالرغم من معاناته الضغط والسكري وغيرها من الأمراض التي تجبره على تناول مايزيد عن العشرة أصناف من الأدوية طوال اليوم حالة أبي عبد الله وإصراره على الصوم سببت حالة من الإرباك لأسرته بعدما أشغلهم صومه وخوفا من تدهور حالته الصحية. ويعد شهر رمضان هذا العام الأطول صوما بواقع 15 ساعة ويتوافق مع فصل الصيف وهذا مافاقم معانات المرضى وكبار السن ممن لهم رخص شرعية . يقول أبو عبد الله لطالما نصحني الأطباء بعدم الصوم لحاجتي الماسة لتناول الأدوية ،إلا أنني لايمكنني التفكير في الإفطار وأحبذ الصيام مع المسلمين،فأنا منذ صغري لم أتعود على الإفطار في شهر رمضان يوما واحدا وأحرص كل الحرص على الصوم ،فكيف لي أن أفطر في هذا العمر وقد تجاوزت السبعين،واختتم قوله بتلك العبارة:"أنا أعرف صحتي جيدا وأعرف أنني قادر على إتمام الصيام بقية هذا الشهر ،ولاتهمني النصائح التي يقولها الأطباء لأبنائي بوجوب إفطاري خلال شهر رمضان ،وإن الصوم يضر بصحتي". ولم تكن حالة أم خالد ببعيدة عن حالة أبي عبد الله حيث أصرت على الصوم على الرغم من نصائح الأطباء لها بعدم الصوم،فكما تروي ابنتها الكبرى منيرة التي تقول: أصرت والدتي على الصوم ،وخالفت نصائح الأطباء لها ،فتغيرت مواعيد الأدوية مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية،فأصيبت بوعكة صحية أدخلتها المستشفى لمدة أسبوعين كان ذلك خلال رمضان السابق،مما أدى إلى إرباك الأسرة بكاملها . من جانبها أكدت الدكتورة هدى الحسين على ضرورة الالتزام بنصائح الأطباء خاصة للمرضى المصابين بأكثر من مرض ولا يمكنهم الصيام لتناولهم الأدوية في ساعتها المحددة ،وتابعت الحسين قائلة:هناك العديد من كبار السن والمرضى الذين لايسمح وضعهم الصحي بالصيام،وفي حال فضلوا الصيام فإنه ينظر إلى طبيعة المرض والأدوية التي يتناولونها وفي الغالب يلجأ أولئك المرضى إلى توزيع تناول الأدوية على وجبتي الفطور والسحور،وقالت: من المهم استشارة الطبيب الذي يتابع الحالة ومعرفة ماإذا كان يسمح للشخص المريض بالصوم وأنه لايؤثر على حالته الصحية. وتنصح أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي ذوي من يعانون من أمراض مزمنة ولا يستطيعون الصيام بضرورة الحديث معهم ،وأن يبينوا لهم البعد الديني حول مشروعية الإفطار في رمضان ،وأن يوضحوا لهم السلبيات التي قد تلحق بهم في حال أصروا على الصيام ولم يتبعوا الخطة العلاجية اللازمة والتي وصفها لهم الطبيب،وقالت الغامدي على الأبناء التعامل مع آبائهم بالحسنى وإقناعم بالحوار والنقاش وبأنهم حريصون على صحتهم، وفي حال أصر الكبير في العمر المصاب بمرض ما على الصيام، فيوصى أن يتم التعامل معه بلين والاهتمام به، حيث لا يقوم بأعمال شاقة أو مجهدة وتوفير الراحة لهم، والعناية بتغذيتهم بوجبتي الإفطار والسحور.