مازالت أسواق الأسمنت في الباحة تشهد استمرارا لأزمة شح المنتج، مع ارتفاع أسعار البيع، مما تسبب في إيجاد سوق سوداء، مستغلة زيادة الإقبال على الطلب، وشح المنتج، في السيطرة السعرية، وذلك من خلال الحصول على حمولة الشاحنات كاملة، ومن ثم تخزينها، وبيعها في الخفاء، بأسعار مرتفعة، محققين أرباحا ضخمة. ويقول المواطن: عندما توجهت إلى عدد من محلات بيع مواد البناء لشراء الأسمنت، أكد البائعون أنه ليس لديهم أسمنت في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن هناك سماسرة ينتشرون بالقرب من تلك المحلات، ويقومون بعرض ما لديهم من أسمنت، وبأسعار تزيد عن أسعار البيع المحددة. حيث يتراوح سعر البيع من 18 إلى 25 ريالا للكيس الواحد.أما المواطن جمعان الغامدي فيقول: هناك شيء ما يحدث في الخفاء، ففي ساحات البيع لا يوجد أسمنت، وهناك من يأتي بالشاحنات وتعرض على مستهلكين محددين، وهو ما يرجح ويؤكد في نفس الوقت أن هناك تلاعبًا، وأن السوق السوداء هي التي تتحكم في الأسعار.وتساءل جمعان، من وراء هذه الازمة المفتعلة بقصد التكسب وانتهاز حاجة من هم في حاجة لإتمام بناء المسكن في أسرع وقت ممكن.ويقول أحمد الهدية: أدت أزمة شح الأسمنت إلى تحديد أعداد الأكياس التي تباع للمستهلك، ومع ذلك فإن السعر مرتفع، وإن المشكلة التي باتت تقلقهم ليست في أسعار البيع المرتفعة بقدر قلقهم من شح المنتج الذي تسبب في توقف عمليات البناء. ونحن لم يعد يشغلنا ارتفاع السعر بقدر بحثنا عن الأسمنت في الأسواق حتى نتمكن من انهاء اعمالنا ويضيف لهدية: الغريب أن هناك أسمنتًا ولكن في أماكن سرية ولا يعلمها الكثير من الأهالي ويباع خفية عن أعين الرقابة وبأسعار مرتفعة ويقول صالح الزهراني: بالتزامن مع عدم وجود الأسمنت عمل الموردون على رفع سعر الكيس بشكل كبير ليصل في بعض الأماكن إلى 18 ريالًا، فيما أجبرت الأزمة تخصيص كمية لا تتجاوز العشرة أكياس لكل مشتر في حال توفرها. ويقول المواطن عبدالله الزهراني: نتمنى من الأعضاء الجدد في غرفة الباحة وضع أزمة الأسمنت بعين الاعتبار والبحث عن حل ينهي أزمة الأسمنت والتي تعيشها المنطقة منذ سنة كاملة ونتمنى التوجه الى مسؤولي المصانع والبحث عن حلول قبل ان تتعطل المشاريع العمرانية ولتفادي شح الأسمنت في منطقة الباحة. وأبدى كل من حسن واحمد الكناني استياءهما من عودة أزمة الأسمنت مجددا وطالبوا بتفعيل الرقابة على المصانع ومحاسبتها على هذه الأزمة التي انعكست سلبًا على الأهالي، ما أدى لتوقف مشاريعهم وتكبدهم الكثير من الخسائر.من جانبه أكد عدد من موردي وتجار الأسمنت في الباحة براءتهم من الأزمة، مشيرين إلى أنها طالتهم أيضًا، حيث أصبحوا يضطرون للانتظار الى أكثر من 15 يومًا أمام المصانع ليحصلوا على حصتهم، مرجعين سبب الأزمة إلى المصانع.من جانبه اوضح خالد مسفر» مقاول» : ان شح الاسمنت تسبب في توقف المشاريع الحكومية ومشاريع المواطنين الامر الذي وضعنا في حرج بسبب عدم قدرتنا الالتزام بمدة العقد بسبب الازمة فضلا عن ارتفاع اسعار الاسمنت في السوق السوداء والتي يديرها عدد من العمالة الوافدة.ويرى عبدالله زايد « مقاول» ان امتداد الازمة بهذا الشكل يؤثر على قطاع المقاولات ومسيرة التنمية، لذلك نطالب بوضع حلول عاجلة لانهاء الازمة . وقال سعيد عبدان اجلب الاسمنت من مناطق اخرى مجاورة، مبديا استغرابه من الشح في معروض الاسمنت التي تعيشه المنطقة، وقال العمالة وبعض التجار يقومون بتعمد ايجاد سوق سوداء والبيع باسعار تتجاوز 25 ريالا للكيس الواحد ونحن نطالب بحل الازمة وسرعة الانجاز في مشروع اسمنت الباحة المرتقب. اما خالد آل جميع فيقول :ازمة الاسمنت اوجدت بيئة مناسبة للسوق السودء، وضعف الرقابة شجعت العمالة البيع باسعار تزيد عن الاسعار المحددة. اما ناصر الزهراني فيقول جميع محافظات الباحة تعيش ازمة الاسمنت واقوم بشراء الاسمنت من الطائف لتأمين ما احتاجه واتكبد عناء السفر من الحصول على 20 كيسا!!