مابين لحظات الأمل الممزوجة بالندم والتوبة وما بين شيئاً من تراكمات اليأس التي شتت أفكاره , وأرهقت نفسيته, يعيش المواطن أحمد بن مبارك الشلوي خلف زنزانته بسجون الطائف ينظر بعينين تذرف دموعاً ممزوجة بالصبر المرير من خلف غياهب سجنه إلي فرجاً وعفواً , يمنحه مولداً آخر لحياةً جديدة أو وداعً أبدي للحياة . ( أحمد 20 سنه ) الذي رهصته الحياة بويلاتها وكبله الشيطان في لحظة ضعف حتى وقع في فخ الخطأ الذي لم يكن في الحسبان , وأصبح ما بين يوماً وليلة أسيراً لحكم الشرع, وخطاه أوشكت أن تقوده بتثاقل ليد السياف . حكم عليه بالقصاص ولم يكن الوحيد الذي تذوق مرارة وعواقب فعلته هناك أماً وأباً له تمزقت أحشائهم وتفطرت قلوبهم حزناً وألم , تمر عليهما الأيام بل الساعات بدقائقها وثوانيها لتجلدهم بسياط الحسرة على ضياع فلذة كبديهما التي تنزف دم, لم يعد لهم من سند يرتكزون عليه وهم في خرف العمر سوى عكازين يتوكأن عليهما و يحفران بهما قبريهما بعد أن نخرت الأمراض جسديهما النحيلين. والده صدم بهول الفاجعة وتسربل مرض السرطان في جسمه وأصبح طريح أحد المستشفيات , وأمه لم تكن صدمتها أقل وطأة من والده ففقدت وظائف كليتيها بفشل كامل. والديه يتمنون قبل موتهما النظر لوجهه بعد أن تعلوه ابتسامة العفو ويلمس بيديه جسديهما دون أن تكن مكبلة بالقيود . نداء وتوسلات مصحوبة بأ نين المرض من خلال صحيفة الطائف يوجهها والد ووالدة أحمد لذوي الدم بطلب العفو وعتق رقبة أبنهما رأفة بهما واحتساب لما عند الله من الأجر والمثوبة , ونداءً آخر لكل محتسب بسرعة الشفاعة لدى الأخصام فهي من أعظم القرب عند الله إذ يقع بها عتق رقبة مؤمن من القتل لعل الله أن يرقق قلوبهم وهم أهل الكرم والعفو. صحيفة الطائف من جهتها وكرسالة إنسانية تحمل الشفاعة تدعوا الله أن لا يحرم ذوي الدم أجر العتق ويكلل مساعي كل شافع بالتوفيق يقول تعالى: " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ( 32 ) ) وصح من حديث أبي موسى قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء" رواه الشيخان قصيدة السجين أحمد الشلوي موجهه لذوي المقتول [flash=http://youtube.com/v/YBfjjU3dhzo]WIDTH=500 HEIGHT=400[/flash]