نجحت مساعي وشفاعة صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير في عتق رقبة فهد بن حمود الذيابي من حد السيف، إذ تمكن الأمير من إقناع ذوي الدم بالتنازل عن الجاني لوجه الله الكريم دون قيد أو شرط. وزار الأمير سلطان منزل أسرة القتيل في حي مثملة في الحوية (شمالي الطائف) البارحة، برفقته عددا من المشايخ يتقدمهم رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم أحمد السهلي، عضو لجنة إصلاح ذات البين عبدالله حماد العصيمي، سعد بن مجهز الذيابي الذي كان له دور كبير في تقارب وجهات النظر فيما بين الأسرتين، وإمام جامع عبدالله بن عباس الدكتور إبراهيم المالكي. وتحدث الأمير سلطان إلى ذوي القتيل بالقول «ابن آدم يسعى إلى الذكر الطيب في الدنيا قبل الآخرة، ونحن في هذا اليوم والملائكة والمؤمنون تشهد الموقف لا نسعى إلا لكل خير وذكرنا عند الله سيكون، وأنتم يا أسرة القتيل حقكم ثبته الله ودولتكم تطبق في دستورها وفق الكتاب والسنة، والرجل القاتل بين أيديكم إن اعتقتموه فلكم الأجر ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا». وعلى الفور، أعلن والد المجني عليه سفر الذيابي التنازل قائلا «تنازلت ولوجه الله، فجزى الله القتيل الجنة وجزى من سعى بطلب العفو خير الجزاء». وعقب الأمير سلطان على تنازل الذيابي بالقول «موقف الشيخ سفر بن عميش موقف نبيل فجزاه الله خير الجزاء، إذ إن الله وعد العافين بالأجر الكبير في الدارين». وأوضح عضو لجنة إصلاح ذات البين عبدالله العصيمي أن الشافع سبب، ومسبب الأمور الله، ومن عفا وأصلح فأجره على الله، ومن أعتق رقبة مسلم أعتقه الله بمثله». يذكر أن الحادثة وقعت قبل نحو ثلاثة أعوام حين أقدم فهد بن حمود الذيابي على قتل نواف بن سفر الذيابي إثر خلاف نشب بينهما، وصدر بحق الجاني حكم شرعي بالقصاص.