قل شهود عيان ل "العربية.نت" أن مدن الحسيمة وطنجة شمالي المغرب عاشت مساء الأحد 20 فبراير 2011 ساعات من الانفلات الأمني بسبب إقدام عناصر مخربة على إشعال النار في وكالات بنكية وسيارات للشرطة وإدارات عمومية وتكسير الواجهات الزجاجية للمحال التجارية في الشوارع الرئيسية، وعلى إتلاف وثائق إدارية تعني المواطنين. وتحدثت مصادر صحافية مغربية من الحسيمة عن العثور على جثة متفحمة في وكالة بنكية أحرقها من وصفهم سكان المدينة بالمخربين. ونقلت مصادر صحافية ل "العربية.نت" أن مستشفى المدينة استقبل 40 حالة من المصابين من رجال الأمن في المواجهات ضد القرويين الذين دخلوا الحسيمة وأشعلوا النيران في مؤسسات عمومية وتجارية وأخرى فندقية، ومن بين الجرحى حالتهم خطيرة تستدعي التدخل الطبي بالجراحة، بينما استقبل المستشفى 6 حالات من المواطنين عقب إصابات خفيفة في أحداث التخريب في المدينة. وشرع مئات من القرويين القادمين من بوادي الجوار في إشعال النار وتهشيم الزجاج في مقر البلدية وفي وكالات بنكية وفي سيارات للشرطة وأخرى مملوكة للمواطنين، فيما يترقب في الساعات المقبلة تعزيزات أمنية من مدن مجاورة للوقوف في وجه اعتداءات على الممتلكات العمومية. في هذه الأثناء قدم مسؤولان من هذه المدينة استقالتهما إلى مكتب المحافظ على خلفية أحداث الشغب والتخريب التي شهدتها المدينة المغربية، ويتعلق الأمر بكل من الدكتور محمد بودرا رئيس جهة الحسيمةتازة تاونات كرسيف، إلى جانب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، وكلاهما قياديان في حزب الأصالة والمعاصرة، المعارض في المغرب، والذي يتولى رئاسة مجلس مدينة الحسيمة. اتساع رقعة الفوضى والانفلات الأمني وفي مدينة طنجة، في أقصى الشمال الغربي للمغرب، وانطلاقا من الساعة الثالثة عقب انتهاء مسيرة سلمية للمطالبة بالإصلاحات السياسية في البلاد، شهد الشارع الرئيسي في المدينة، المسمى بمحمد الخامس، نزول مجموعة من المراهقين ما بين 16 و20 سنة لم يكونوا متواجدين خلال ساعات التظاهر السلمي ليبدأوا في إثارة الفوضى العامة خاصة في ظل غياب عناصر الشرطة بالتزامن مع المسيرات، ليتحول المشهد إلى اللون الأسود، وترتفع أعمدة الدخان وتحرق النار بعض المحال والمقاهي ويبدأ النهب. مدن مغربية أخرى كصفرو والعرائش والقصر الكبير وزاكورة وتطوان ومراكش وأكادير عاشت بدورها وقتا عصيبا جراء إقدام عناصر خارجة على القانون من المراهقين أو المجرمين السابقين الذين استغلوا المسيرات السلمية للأحد العشرين من فبراير بدعوة شباب ناشط على الفيسبوك للمطالبة بالإصلاحات السياسية في المغرب. وفي بلاغ حصلت "العربية.نت" على نسخة منه عبّر شباب" 20 فبراير" عن استنكارهم لأعمال التخريب في مدن مغربية، محملة المسؤولية لما أسمته استفزاز المواطنين، مشددين على أن الحركة هي سلمية وحضارية تسعى لتحقيق مطالبها رغم كل محاولات الإفشال، مجددين التأكيد على أن النضال مستمر لا رجعة فيه، لأن العشرين من فبراير ما هو إلا بداية لمعركة في مواجهة الاستبداد والفساد" على حد تعبيرهم.