يعتبر عام 2011 عام الثورات الجماهيرية الغاضبة التي اشتعلت في عدد من الدول العربية المهمة ،فبعد سقوط نظام بن علي في تونس سقط النظام المصري بقيادة حسني مبارك، وسيتبعه الآن نظام العقيد معمر القذافي ، مع وجود تصميم لمئات الآلاف من اليمنيين بدورهم لإسقاط نظام على عبد الله صالح في اليمن. وبين هذا وذاك تجري الآن ثورات حذرة في المغرب والأردن والبحرين في محاولة منها لإسقاط أنظمتها هي الأخرى.والوئام ومن خلال متابعتها للأوضاع العربية المتأزمة ترصد الوضع المتصاعد في عدد من الدول العربية: ليبيا: النظام الليبي الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد سيطرة المتظاهرين على عدد من المنشات والمدن الليبية المهمة ومن ضمنها العاصمة طرابلس، حيث ذكرت التقارير أن الزعيم الليبي فر إلى فنزويلا إلا أن نجله توعد من جانبه المتظاهرين بالضرب وإراقة الدماء ، ملمحا إلى الحوار الوطني كخيار بديل لوقف العنف. يأتي هذا في وقت قال فيه مسئول أمريكي إن الولاياتالمتحدة تدرس كل التحركات الملائمة ردا على حملة القمع الليبية العنيفة ضد المحتجين وأنها تقوم بتحليل كلمة ألقاها سيف الإسلام القذافي عبر التلفزيون لمعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية لإجراء إصلاح جاد. في أول رد فعل من الولاياتالمتحدة على الأحداث الدموية والاحتجاجات الشعبية التي تشهدها ليبيا.وتأتي هذه الكلمة في ظل استمرار الصمت الغربي على ماوُصف “بالمذبحة” التي شهدتها مدينة بن غازي إثر مواجهات بين الأهالي المتظاهرين وقوات الجيش الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي. السودان: وضع حذر مع مطالبات بتغيير النظام بالكامل ، فيما أكد المسؤول الرفيع بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إن الرئيس عمر حسن البشير لن يسعى لترشيح نفسه ثانية في انتخابات الرئاسة ضمن حزمة إصلاحات لإرساء الديمقراطية في البلاد، ووفقا للدستور السوداني الحالي فإن انتخابات الرئاسة المقبلة من المقرر أن تجرى خلال أربعة أعوام.وكان البشير اقترح في وقت سابق أمام أعضاء شبان في الحزب الحاكم تقاعد السياسيين عند سن 60 عاما، موضحا أن ذلك سيشمله شخصياً إذا تبنت قيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم الفكرة. والبشير (67 عاما) الذي جاء في انقلاب عسكري عام 1989 هو رئيس الدولة الوحيد المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكاب جرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور الذي مزقته الحرب وينفي البشير هذه التهم. المغرب: أكد شهود عيان أن مدن الحسيمة وطنجة شمالي المغرب عاشت مساء أمس الأحد ساعات من الانفلات الأمني بسبب إقدام عناصر مخربة على إشعال النار في وكالات بنكية وسيارات للشرطة وإدارات عمومية وتكسير الواجهات الزجاجية للمحال التجارية في الشوارع الرئيسية، وعلى إتلاف وثائق إدارية تعني المواطنين. وتحدثت مصادر صحافية مغربية من الحسيمة عن العثور على جثة متفحمة في وكالة بنكية أحرقها من وصفهم سكان المدينة بالمخربين.ونقلت مصادر صحافية أن مستشفى المدينة استقبل 40 حالة من المصابين من رجال الأمن في المواجهات ضد القرويين الذين دخلوا الحسيمة وأشعلوا النيران في مؤسسات عمومية وتجارية وأخرى فندقية، ومن بين الجرحى حالتهم خطيرة تستدعي التدخل الطبي بالجراحة، بينما استقبل المستشفى 6 حالات من المواطنين عقب إصابات خفيفة في أحداث التخريب في المدينة. اليمن: قامت المعارضة في اليمن بعد دعوة كافة المكونات الحزبية والمجتمعية للنزول إلى الشارع ومساندة المحتجين، وطالبت الأحزاب بالالتحام بالشباب المحتجين وجماهير الشعب في فعالياتهم الاحتجاجية الرافضة لاستمرار القمع والاستبداد والقهر والفساد.ومن جانب آخر، هدد عشرة نواب بالاستقالة من الحزب الحاكم، بسبب ما قالوا إنها اعتداءات على المتظاهرين والصحفيين وقمعهم، وصمت البرلمان اليمني عن الأحداث. ميدانيا حاول عشرات من مؤيدي الرئيس اعتراض آلاف المتظاهرين أمام جامعة صنعاء، وأطلقوا أعيرة نارية. وكان 15 شخصا قد أصيبوا أمس في اشتباكات اعتبرت الأعنف منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. وقال شهود إن أنصار النظام لم ينجحوا حتى الآن في السيطرة على الساحة الرئيسية للجامعة التي ينطلق الطلاب منها للتظاهر، بعد أن قرروا تحويلها إلى ساحة اعتصام دائم على مدى الأيام القادمة وأسموها ساحة التغيير. البحرين: واصل محتجون بحرينيون اعتصامهم في دوار اللؤلؤة بالعاصمة المنامة اليوم بعد انسحاب قوات الشرطة من هناك. يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الضغوط على الحكومة لبدء محادثات جدية مع المعارضة التي ينتظر أن تتقدم بمطالبها اليوم. وذكر مراسل لوكالة الأنباء الألمانية أن الوضع في دوار اللؤلؤة بدا هادئا ولم يشهد أي مصادمات، متوقعا انضمام عدد من الصحفيين والمدونين إلى الاعتصام في وقت لاحق اليوم. وكان المحتجون تدفقوا عائدين إلى دوار اللؤلؤة في المنامة يوم أمس وأجبروا شرطة مكافحة الشغب على الانسحاب منه ونصبوا خياما استعدادا لإقامة مطولة في الميدان. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المدمع بادئ الأمر لتفريق المحتجين، لكنها انسحبت بعد ذلك.وحاول المحتجون تجنب القيام بأي أعمال تمنحهم طابعا طائفيا ولوحوا بعلم البحرين بلونيه الأحمر والأبيض، ورددوا شعارات تدعو لوحدة البحرين.