تنامت الاستثمارات السياحية في مجالات خدمات الاسكان والترفية والمطاعم والمنتجعات في محافظة الطائف بشكل مستمر خلال السنوات الماضية وتضم المحافظة أكثر من 800 مشروع استثماري في قطاع الخدمات السياحية ويجري العمل حالياً في 33 مشروعا استثماريا جديدا بمواقع متفرقة من مدينة الطائف والضواحي السياحية مثل الهدا والشفا والسيل والحوية وطريق الجنوب ومن المتوقع دخول استثمارات جديدة في السوق خلال الفترة المقبلة في ظل النهوض السياحي الذي تعيشة الطائف في هذا العهد الزاهر ولكن تظل الحاجة الى استثمارات جديدة لانشاء مراكز تجارية حديثة على الرغم من وجود 40 مركزا تجاريا بالمحافظة ويتضح ذلك عند مشاهدة كثافة الاقبال الكبير على المراكز التجارية الكبرى بالطائف والازدحام الذي يصل أوجه في المواسم والاعياد والاجازات مما يدل على تعطش السوق الى المزيد من الاستثمارات المميزة في هذا القطاع .. ويقول رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية في الطائف نايف بن عبد الله العدواني تميزت الطائف منذ بدايات التاريخ بجوها الساحر وطبيعتها الخلابة وفاكهتها المميزة وأزهارها ونالت من معطيات التنمية في هذا العهد الشيء الكثير مما جعلها تحقق نصيباً مهماً من النمو الحضاري الذي دعم مقومات السياحة العصرية في هذه المدينة الجميلة مشيراً الى ان الطائف تستقطب كل عام استثمارات خدمية متنوعة من قبل القطاع الخاص بأكثر من مليار ريال مستفيدة من مقوماتها السياحية المتعددة وقربها من مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وجدة .. مضيفاً أن هناك العديد من المراكز السياحية بهذه المحافظة ومن أشهرها مركزا الهدا والشفا ، وفيها ميقات السيل الكبير (قرن المنازل) لقاصدي الحج والعمرة من نجد وشرق الجزيرة العربية وميقات وادي محرم للقادمين من جنوبها، ويرتبط بالطائف عدد من المحافظات هي رنية، والخرمة، وتربة، والمويه، ويتفرع منها أكثر من 300 مركز وقرية تحتضن مواقع سياحية متميزة ، ومن أبرز الخصائص المناخية بمحافظة الطائف اعتدال طقسها الذي يتنقل ما بين الاعتدال والبرودة طوال العام، وبرشات المطر الخفيف وبخاصة خلال فترة الصيف، واستمرار هطول الأمطار في المناطق الجبلية كالشفا، والهدا، وبني سعد، وبني مالك، وبالحارث، وبلاد ثقيف على مدار العام، وتتراوح درجة الحرارة فيها ما بين 20 إلى 25 درجة معظم أوقات السنة، وفي فصل الشتاء تنخفض درجة الحرارة وبخاصة في المرتفعات التي تتميز بمواسمها المطيرة وزخات البرد التي تحيل المكان إلى لوحة ناصعة البياض، تكتنفها كتل الضباب التي تعانق قمم الجبال الشاهقة في منظر بديع. وأشار أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بالطائف صلاح بن عبد الله الحداد الى التباين الطبوغرافي لتضاريس الطائف فهناك مرتفعات جبلية يتراوح معدل ارتفاعها ما بين 1050 - 1800 متر، وأكثر هذه المرتفعات تضم بيئات طبيعية متميزة في جنباتها غابات طبيعية تحتضن أنواعا مختلفة من الأشجار والعشائر النباتية ، إضافة إلى وجود ما يزيد عن 600 حديقة تتوزع بأنحاء مختلفة من المحافظة ويستثمر العديد من رجال الاعمال في تشغيل وتطوير الحدائق والمتنزهات ومن أشهر حدائق الطائف حديقة الملك فيصل في القديرة، وحديقة الملك فهد بطريق الهدا، وحديقة الردف باتجاه طريق الشفا وحديقة الجال وحديقة الجبل الاخضر وحديقة الشلال وحديقة الحدبان وحديقة وادي عرضة وحديقة النقبة الحمراء وحديقة العنود وحديقة السداد .. وأبان أن الطائف يسكنها حاليا ما يقارب المليون نسمة، وهي تنمو عمرانياً وسكانياً بمعدل يصل إلى 4.8% سنوياً، وهو معدل يزيد قليلا عن المعدلات المتعارف عليها عالمياً، ويعزى ذلك إلى الاستقرار العام في مختلف المناحي الأمنية والاجتماعية والصحية والتعليمية الذي تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية لراحة المواطن ورفاهيته، وقد أسهم ذلك في جذب سكان المواقع القريبة للإقامة بها للاستفادة من توفر الخدمات والمرافق التي يتطلبها المجتمع الإنساني والحياة المعيشية في الوقت الراهن. وبدوره أشار المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بالطائف الدكتور محمد قاري السيد الى أن محافظة الطائف تزخر بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية والصناعات والفنون التقليدية التي اشتهر بها الأهالي منذ القدم، ولازالت العديد من الآثار القديمة باقية حتى وقتنا الحاضر على الرغم من عوامل التعرية التي طالتها، وتشير هذه الآثار التي تتنوع ما بين طرق قديمة وسدود وبرك وقصور ومساجد وأسواق إلى فترات الازدهار التي عاشتها هذه البلدة خلال الحقب التاريخية المختلفة، كما أن احتكاك الأهالي بقوافل الحجاج الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة عبر الطرق القديمة للطائف ساهم في ازدهار النشاط التجاري والحركة العمرانية والحرف والصناعات القديمة، ومن أهمها الدباغة والصباغة والحدادة وقولبة النحاس والفنون المعمارية وهندسة البناء مشيراً الى ان الحصون والقلاع الأثرية القديمة التي تنتشر على جبال الطائف تحكي قصة حقبة تاريخية انقضت سادت فيها الحروب وعدم الأمن مما جعل الأهالي يقيمون هذه المنشآت للدفاع عن أنفسهم وبلداتهم، ومع حلول العهد السعودي زال الدور الذي تقوم به هذه الحصون والقلاع، وأصبحت آثاراً باقية تعكس الهوية العمرانية المحلية آنذاك. وأكد أن هناك أكثر من أربعمائة قمة جبلية بأنحاء المحافظة في سلسلة تمتد من الغرب إلى جنوب شرق الطائف في عقد، يبدأ من الهدا ويعبر الشفا مروراً ببني سعد وبني الحارث وثقيف، وينتهي بنهاية حدود بني مالك، ويحتل أرخبيل الغابات الكثيفة مساحات واسعة من هذه الجبال، وفي الشمال نجد الصحاري والسهول التي تزدان بالأزهار البرية في مواسم الأمطار ، وفي الوديان المحيطة بالطائف تسيل مياه الأمطار إلى مسافات بعيدة مخلفة وراءها مساحات من النماء الطبيعي والواحات ، وتتجه كميات وفيرة من السيول إلى الشرق باتجاه هضبة نجد، وإلى الغرب باتجاه سهول تهامة لمنح هذه الأماكن دفقاً من الحياة .. كما تتميز الطائف عن غيرها من مدن المملكة بكثرة السدود القديمة والحديثة، منها سد ثمالة ، وسد عكرمة، وسد معاوية، وسد وادي تربة، وكذلك تتميز بكثرة العيون التي كانت تزخر بالمياه طوال العام، ولكنها تأثرت بانتشار الزراعة والآبار الارتوازية بشكل كبير .. وأشهر هذه العيون عين الوهط والوهيط وعين المخاضة وعين شبرا التي كانت تزود البساتين المنتجة للخضروات والفواكه والورود بالمياه العذبة، ومن أبرز هذه البساتين بساتين شبرا ، وأضاف: كما تميزت الطائف بطرقها البرية القديمة التي حافظت على سماتها التقليدية حتى الآن مما ساعد على تنميتها سياحياً ، فهناك طريق الجمالة في جبل كرا الذي يمر من فوقه مسار العربات المعلقة ( تلفريك الهدا ) ، وكذلك طريق يعرج والثنية وغرزة وخروب وعفار واليمانية ، وقد وضعت خطط طموحة للعناية بجميع هذه الطرق واستثمارها سياحياً بإذن الله.