تنتشر في الطائف العديد من المراكز السياحية والقرى والأرياف الزراعية على مساحة تناهز 40 ألف كيلو متر مربع، ويصل عددها الى 1700 قرية، كما يرتبط بمدينة الورد عدد من المحافظات هي رنية، والخرمة، وتربة، والمويه، ويتفرع منها أكثر من 300 مركز وقرية تحتضن مواقع سياحية متميزة، ومن أبرز الخصائص المناخية بمحافظة الطائف اعتدال طقسها الذي يتنقل ما بين الاعتدال والبرودة طوال العام، إلى جانب هطول المطر، خاصة خلال فترة الصيف. ويستمر هطول الأمطار في المناطق الجبلية كالشفا، والهدا، وبني سعد، وبني مالك، وبالحارث، وبلاد ثقيف على مدار العام، وتتراوح درجة الحرارة فيها ما بين 20 إلى 25 درجة معظم أوقات السنة، وتنخفض درجة الحرارة في فصل الشتاء، خاصة في المرتفعات التي تتميز بمواسمها المطيرة وزخات البرد التي تحيل المكان إلى لوحة ناصعة البياض، تكتنفها كتل الضباب التي تعانق قمم الجبال الشاهقة. كما تتميز تضاريس محافظة الطائف بالتباين الطبوغرافي، حيث يتراوح معدل ارتفاع الجبال ما بين 1050 - 1800 متر، وأكثر هذه المرتفعات تضم بيئات طبيعية متميزة في جنباتها،وغابات طبيعية تحتضن أنواع مختلفة من الأشجار والعشائر النباتية التي تصل إلى 120 نوعاً من 85 فصيلة من المزروعات الطبيعية، إضافة إلى ما يزيد عن 700 حديقة تتوزع بأنحاء المدينة والضواحي .. وهناك تباين خلاق بالبيئات الطبيعية لمدينة الورد، حيث تبرز أكثر من 400 قمة جبلية بأنحاء المحافظة في سلسلة تمتد من الغرب إلى جنوب شرق الطائف في عقد، يبدأ من الهدا ويعبر الشفا مروراً ببني سعد وبني الحارث وثقيف، وينتهي بنهاية حدود بني مالك، ويحتل أرخبيل الغابات الكثيفة مساحات واسعة من هذه الجبال، وفي الشمال نجد الصحاري والسهول التي تزدان بالأزهار البرية في مواسم الأمطار، وفي الوديان المحيطة بالطائف تسيل مياه الأمطار إلى مسافات بعيدة مخلفة وراءها مساحات من النماء الطبيعي والواحات. وتتجه كميات وفيرة من السيول إلى الشرق باتجاه هضبة نجد، وإلى الغرب باتجاه سهول تهامة لمنح هذه الأماكن دفقاً من الحياة، كما تتميز الطائف عن غيرها من مدن المملكة بكثرة السدود القديمة والحديثة، منها سد ثمالة، وسد عكرمة، وسد معاوية، وسد وادي تربة، وكذلك تتميز بكثرة العيون التي كانت تزخر بالمياه طوال العام، ولكنها تأثرت بانتشار الزراعة والآبار الارتوازية بشكل كبير، وأشهر هذه العيون عين الوهط والوهيط وعين المخاضة وعين شبرا التي كانت تزود البساتين المنتجة للخضروات والفواكه والورود بالمياه العذبة، ومن أبرز هذه البساتين بساتين شبرا. وقد اجتمع جهاز التنمية السياحية والآثار بالطائف مع رؤساء المراكز بالمحافظة ضمن جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار للحفاظ على البيئة السياحية بمدينة الورد وتفعيل دور رؤساء المراكز كشركاء في مجال التنمية مراكز الطائف السياحية بيئة مميزة يكتنفها الضباب السياحية. وقال المدير التنفيذي للجهاز د.محمد قاري السيد إن هناك الكثير من الامكانات السياحية المتباينة لمراكز الطائف، ويمكن استغلالها كعامل جذب سياحي مستدلاً بعدد من المهرجانات والفعاليات التي أقامتها الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخراً وحققت نجاحاً ملموساً، مبرزا أهمية السياحة في توفير العديد من فرص العمل للشباب السعودي وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتطوير البنية الأساسية. وأكد على أن مراكز الطائف تحتضن بيئات مميزة وهناك جهود لتحويلها الى وجهات سياحية، ومنح القطاع الخاص فرص الاستثمار الخدمي بالاضافة الى تطوير هذه المواقع بما يعود بالفائدة على الاهالي والسياحة الوطنية عموماً، مبينا ان السياحة المحلية حققت خلال السنوات الماضية قفزات ملموسة وأصبحت صناعة ذات مردود عال، كما تمكن القطاع الخاص من الاضطلاع بدور مهم في تدعيم مرافق الخدمات السياحية والمشاركة الفاعلة في البرنامج التنموي، وركز على الدور المهم لرؤساء المراكز في تنشيط السياحة المحلية بأنماطها المختلفة. ومن جهة أخرى نظم جهاز التنمية السياحية والآثار بالطائف ورشة عمل "أنظمة العمران والبناء في المناطق الجبلية"، وشهدت الورشة مشاركة كثيفة من رجال الاعمال والمستثمرين الذين يمثلون القطاع الخاص بالاضافة الى منسوبي الهيئة العامة للسياحة والآثار، "ادارة تطوير المواقع السياحية"، ويهدف المشروع الى دراسة أنظمة العمران والبناء في المناطق الجبلية بالطائف وإعداد دليل خاص بأنظمته، القرى الزراعية والأرياف تهطل عليها الأمطار وزخات البرد ويشتمل القسم الأول على أنظمة العمران من خلال إيجاد منظومة تشريعات وضوابط عمرانية تعمل على تنظيم العلاقات بين البلديات والمكاتب الاستشارية والمستثمرين، والقسم الثاني يختص بالألوان ومواد البناء، حيث يوضح شروط استعمال مواد البناء وألوان الواجهات المناسبة والبدائل المتاحة للوضع الحالي والتطوير المستقبلي، أما القسم الثالث فيتطرق للعناصر والتفاصيل المعمارية من خلال وضع تفاصيل إرشادية تعمل على إبراز شخصية وهوية المنطقة من خلال طابعها المحلي.