لم تعد محطة التوليد الكهربائي الفرعية التي تتوسط حي القمرية بالطائف تشكل مصدرا للضوء والطاقة فقط، بل أصبحت بؤرة للضوضاء غير المحتملة التي أقلقت مضاجع السكان وأصبحت تشكل ثنائيا خطرا مع أبراج الجوال التي تطبق إشاراتها على فضاء الحي وتتسلل إليهم من كل ناحية خاصة في ظل ما يتردد عن خطورة الضغط الكهربائي العالي وإشارات الجوال على الصحة. وذكر عدد من سكان الحي لأنهم يعانون الاضطراب الذهني والنفسي بسبب الأصوات العالية لمولدات الكهرباء التي بدأت أعراضها تظهر في أجسادهم التي حرمت من النوم الهادئ، فالمحطة تقبع وسط الحي وأصواتها تصل إلى كل المنازل، وتأثيرها يكون أشد في الليل مع ارتداد أصواتها في الجدران والأسقف. مشيرين إلى أن بعض الحرائق التي اندلعت في محطات التوليد والتحويل الكهربائي أصبحت تقلقهم أيضا بشكل كبير. من جهته خفف مصدر ب«كهرباء الطائف» من مخاوف سكان حي القمرية، مشيرا إلى أن الأمر بسيط ولا يحتمل كل هذا القلق، مستبعدا في الوقت نفسه تسبب المحطة في الإصابة بالسرطان. وذكر أن المحطة الكهربائية وضعت حديثا من أجل تفادي مشكلات قطوعات الكهرباء داخل أحياء المحافظة وهي تخدم أكثر من خمسة آلاف مشترك. كما أشار المحامي صالح بن سالم الحسيني ل «شمس» إلى أنه يحق لسكان حي القمرية، رفع شكوى عاجلة للجهات المختصة قبل حدوث أي مشكلات قد تظهر لاحقا، لافتا إلى أنه سيتم في حال الشكوى إرسال لجان مختصة للكشف على الموقع وتقصي تبعات خطورة الموقع، ومن أقام أولا في الموقع.. شركة الكهرباء أم السكان؟ أما استشاري المخ والأعصاب بمستشفى العدواني بالطائف الدكتور طارق جمال، فأكد أن مولدات الضغط الكهربائي العالي لا تسبب أمراضا سرطانية لمن يسكنون بالقرب منها. يذكر أن المشروع الدولي للمجالات الكهرومغناطيسية الذي ترعاه منظمة الصحة العالمية، استعرض في الآونة الأخيرة، الآثار الصحية الناجمة عن التعرّض لمجال استاتي شديد القوة، وأكّد ضرورة اتخاذ التدابير الصحية العمومية اللازمة لحماية العاملين الصحيين والمرضى وبخاصة الأطفال والحوامل وعمال المصانع التي تنتج القطع الكهرومغناطيسية شديدة القوة. وتتولّد المجالات الكهربائية والمغناطيسية من جرّاء ظواهر من قبيل المجال المغناطيسي الأرضي والعواصف الرعدية واستخدام الكهرباء. أمّا الآثار الحادة الناجمة عن المجالات المغناطيسية الاستاتية، فمن غير المرجّح أن تحدث إلاّ إذا كانت هناك حركة داخل المجال، مثل حركة شخص أو حركة تحدث داخل جسم الإنسان، كجريان الدم أو خفقان القلب. فيمكن للشخص الذي يتحرّك داخل مجال مغناطيسي استاتي تتجاوز قوته «2 تسلا» أن يشعر بدوار وغثيان، مع ذوق معدني في الفم وبريق أمام العينين في بعض الأحيان. وقد تخلّف تلك الآثار، على الرغم من قصر مدتها، انعكاسات على سلامة العاملين الذين يؤدون عمليات حسّاسة مثل الجرّاحين الذين يجرون عمليات جراحية داخل مرافق التصوير بالرّنين المغناطيسي. وتؤثّر المجالات المغناطيسية الاستاتية في الأجهزة المعدنية المزروعة في الجسم، مثل جهاز تنظيم ضربات القلب القلبية؛ ما قد يتسبّب في أضرار صحية مباشرة. وعليه يُنصح جميع حاملي تلك الأجهزة والأجهزة المغناطيسية الحديدية والإلكترونية المزروعة في الجسم بضرورة تجنّب الأماكن التي تتجاوز فيها قوة الحقل 5ر0 ميليتسلا