اعتبر أولياء أمور الطالبات اللاتي تعرضن للضرب على يد معلمات مجمع الملعب للبنات في حي السر جنوبيالطائف، أن العقوبات التي أصدرتها بحقهن إدارة التربية والتعليم للبنات في محافظة الطائف، "عقوبات بسيطة لم تكن رادعة"، وتوعَّدوا بتصعيد الأمر إلى المسؤولين. وتراوحت العقوبات ما بين حسم يوم ويومين، ولفت نظر ل ستٍ منهن، هن: مديرة المدرسة والمرشدة الطلابية وأربع مُعلمات، سخرن من مجموعة من الطالبات وعاقبوهُن بالضرب وتسببن في حدوث إصابات بهن، نُقلن على إثرها عن طريق أولياء أمورهن إلى المستشفى وعولجن. حيث أعرب عدد من أولياء أمور الطالبات المتضررات عن استغرابهم من تلك العقوبات. وأولياء الأمور هم: محيل مطلق الصواط وعادل مقبول الصواط وفلاح فالح الصواط. وتساءلوا: "كيف يمكن فصل مُعلم وافد لمجرد أنه أمر طلابه بتقبيل رأسه ويديه وقدميه من أجل منحهم أسئلة الرياضيات، في حين أن بناتنا تعرضن لسخرية المعلمات ويُضربن ويُستهان بهن لمجرد أنهن أصدرن صيحات في الدقائق الخمس، وتتم معاقبة المعلمات بالحسم وكأنهُن كُن متغيبات عن العمل؟! واتهموا اللجنة التي تولت التحقيق بمخالفة الأنظمة؛ باعتبار ما تم ارتكابه من قِبل المعلمات مع بناتهن "عنفاً وقسوة" تستوجب العقاب الشديد وفقاً للأنظمة الصادرة بهذا الشأن. وتوعدوا بتصعيد الموقف والشكوى إلى الوزارة وهيئة حقوق الإنسان، ونقض العقوبات التي صدرت بحق المعلمات المعنيات وتغييرها إلى ما يُرضيهم في حق بناتهُن المسلوب. وأبدوا استياءهم من اللجنة التي قامت بالتحقيق مع المُعلمات في المدرسة ورصدت كل التجاوزات التي حدثت من قبلهن مع طالباتهن ومُمارسة العنف القاسي بحقهن؛ بحجة أنهُن أثرن الفوضى في الوقت الفاصل بين حصتين في بداية شهر جمادى الثاني الماضي، لحين أن بدأت اللجنة التحقيق بالواقعة. وكانت مُعلمة دخلت على الطالبات في أحد الفصول في مجمع الملعب للبنات "ابتدائي متوسط ثانوي" الواقع في حي السر جنوبالطائف ولاحظت صرخات كانت تصدر من الطالبات في وقت الدقائق الخمس الذي بين كل حصتين، عندها استنجدت بزميلات لها من المعلمات وقُمن بسحب مجموعة من الطالبات باعتبارهُن من "تسببن في تلك الفوضى" على حد وصفهن. وعلى مرأى من مديرة المدرسة قُامت المعلمات بالتجوال بالطالبات على كل فصول المدرسة والاستهزاء بهن والسخرية، وسمحن لبقية الطالبات مشاركتهُن في ذلك. وتعرضت إحدى الطالبات، وهي يتيمة، لشد شعرها بشكل عنيف أمام الطالبات كعقاب فوري ولم تشفع صيحاتها في العفو عنها أو تركها، الأمر الذي أدخلها في حالة نفسية شديدة تُعالج منها حتى اللحظة. كما اضطرت إحدى الطالبات إلى الهرب من ذلك التعذيب ودخلت دورة مياه المدرسة واختبأت فيها. واستخدمت المعلمات "الكفوف" و"مسطرة حديدية" لضرب الطالبات، كما أنهن أثناء تجوالهن بالطالبات على بقية فصول المدرسة نعتوهن بالجنون وأن مكانهن ليس بالمدرسة، بل في مستشفى الصحة النفسية. كما كُن يتلفظن على الطالبات ب"أنتِ مريضة نفسياً"، إضافة إلى الألفاظ المسيئة وغير اللائقة بمنسوبات ينتمين إلى التربية والتعليم، ومنها "يا بنات الشوارع". ولم يكتفين بتلك الوسائل التعنيفية والممنوعة نظاماً، بل أمروهن بكنس فناء المدرسة الداخلي وأجبرنهن على التوقيع على أوراق مطوية لا يعلمن ما بداخلها. وذكرت المعلومات، أن لجنة من مركز الإشراف المسؤول عن المدرسة كانت وقتها في المجمع؛ لمتابعة مستوى الطالبات وكشف ما تعرض له الطالبات. أولياء أمور الطالبات الذين كشفوا ما تعرض له بناتهن إثر نقلهن ما حدث، لم يصمتوا تُجاه تلك التجاوزات الخطرة وتقدموا بشكوى عاجلة إلى مركز الإشراف في جنوبالطائف. وشكَّل المركز لجنة فورية من المشرفات ومن المتابعة حققت في الواقعة، وتم التثبت من صحة ما حدث بعد إخضاع ستٍ مُن منسوبات المجمع ما بين مديرة المدرسة والمرشدة الطلابية وأربع من المعلمات اللاتي تورطن بالتجاوزات. وصدرت بحق الطالبات المُتضررات تقارير طبية تُثبت تعرضهن لإصابات نتيجة الضرب الذي لحق بهن "تحتفظ سبق بصور منها" إلى حين أن يتم رفع كامل معاملة التحقيق إلى الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنات في الطائف من أجل النظر فيها. كما توجه مجموعة من أولياء أمور الطالبات المتضررات إلى مدير التعليم "سالم الزهراني" وشرحوا له الوقائع وطالبوه بإصدار عقوبات رادعة بما يتناسب مع ما حصل من تجاوزات كنوع من تهدئتهم. لكنهم تفاجئوا بصدور العقوبات التي كانت "فاجعة" بالنسبة إليهم تركزت على حسومات ما بين يوم ويومين، ولفت نظر لبعض المعلمات فقط.