لخص ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الحالة التي عليها إيران اليوم، بعد أن ساعدت الحوثيين في إطلاق سبعة صواريخ بالستية على الأراضي السعودية، بأنها "ضعيفة"، في إشارة جلية على قلة حيلة الملالي، الذين يسعون إلى النيل من استقرار المملكة وإضعاف دورها في المنطقة بأي وسيلة كانت، وإن كان الثمن تجويع الشعب الإيراني، وسلب مدخراته وسرقة خيراته، وتحويلها إلى المليشيات التي تدعمها طهران هنا وهناك، لتنفيذ أجندتها السياسية في المنطقة. وجاء تعليق الأمير محمد بن سلمان على الصواريخ الحوثية، التي أطلقت على الرياض قبل يومين ليحمل معه إجابات وافية وصريحة لأسئلة حائرة، بخصوص موقف المملكة من هذه الصواريخ، التي قد تجاوز عددها حتى الآن ال100 صاروخ، منذ بدء الحرب في اليمن قبل ثلاث سنوات، وإلى متى ستواصل الرياض "صبرها" على التصرفات الإيرانية الطائشة في المنطقة؟. يمكن القول إن حديث ولي العهد حمل من الشجاعة والإقدام، الشيء الكثير، الذي يقلق الملالي، فضلا عن التلميح الصريح بأن المملكة لن تصبر على السياسة الإيرانية بعد اليوم، ولن تنتظر حتى تمتلك طهران أسلحة نووية، تدمر بها المنطقة، أو تستخدمها ورقة ضغط على جيرانها وبقية دول العالم. حيث قال سموه صراحة أن الرياض قررت أن تتحرك اليوم، وجسد هذا التوجه قول سموه بأن "مشاهدة الإيرانيين وهم يسعون نحو امتلاك القنبلة النووية، أشبه بانتظار رصاصة تصل إلى راسك.. لذا علينا التحرك من اليوم". ويرى المحللون أن اللغة التي تحدث ولي العهد، كانت مباشرة وصريحة وحازمة أيضا، وأنها تحمل رسالة إلى إيران في المقام الأول، وأخرى إلى العالم في المقام الثاني، وتؤكد الرياض في الرسالة الأولى لطهران، بأن تحركاتها ومساعيها لامتلاك أسلحة دمار شامل، محل اهتمام ومتابعة من قادة المملكة، الذين قرروا أن يواجهوا هذه الأخطار بطريقة عملية، تحول دون تحقيق التطلعات الإيرانية. ويؤكد هذا المعني، مضمون حوار ال60 دقيقة الذي أجراه سمو ولي العهد لصالح قناة "CBS" قبل أيام، بأنه لو امتلك إيران أسلحة دمار شامل، فسوف تسعى المملكة لامتلاكها بشكل سريع". وفي الرسالة الثانية، يحذر سمو ولي العهد أن توجه إيران لامتلاك أسلحة دمار شامل، ليس المقصود منه تهديد أمن منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما تهديد السلم الدولي، والتحكم في مصير الشعوب الأخرى، ومقارعة الدول العظمى، باستغلال النفوذ النووي في أعمال الشر، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذا أمر مرفوض، وستواجهه الرياض بكل حزم. في المقابل، لا يستبعد الكثيرون من المتابعين، أن تعكف إيران على تحليل دقيق وعميق لكلمات وعبارات سمو ولي العهد، ربما تكتشف ما به ما يساعدها على مواجهة مصريها المجهول في قام الأسابيع والشهور. ولا يستبعد المحللون أنفسهم، أن تشهد الأيام المقبلة، تحركات سعودية على أرض الواقع، تحول دون أن استمرار الدعم اللوجستي الإيراني، للحوثيين، وتحركات مماثلة لوقف الطموح الإيراني من امتلاك أسلحة نووية، وهذه التحركات لن تعترف بالاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى، هذا الاتفاق بحسب تعليق سمو ولي العهد قد يؤجل امتلاك إيران للأسلحة النووية، ولكنه لا يقضي عليه. على الجانب الآخر، تشير الصواريخ الحوثية صوب المملكة على كثرتها، إلى كفاءة قوات الدفاع الجوي، التي كانت بالمرصاد لهذه الصواريخ لحظة إطلاقها، وقد حظيت هذه القوات بالإشادة والمديح من المواطنين والمقيمين في المملكة، فضلا عن دول العالم، التي باتت ترى في قوات الدفاع الجوي السعودية، درعا قويا، يستحق التقدير، لقدرته على حماية السماء السعودية من صواريخ إيران وجهل الحوثيين.