أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن السعودية قد تعاملت بأسلوب أكثر دهاء من إسرائيل بشأن الاتفاق النووي المزمع مع الدول الكبرى، في ظل الخوف الذي ظهر على الحكومات العربية من التقارب الأمريكي مع إيران. وأكدت الصحيفة أن المملكة على الرغم من امتعاضها من الصفقة المرتقبة بين امريكاوطهران، إلا أنها سلكت طريقاً أكثر دهاءً من إسرائيل التي تعترض أيضاً على هذا الاتفاق المنتظر، إذ قال عادل الجبير، سفير السعودية في الولاياتالمتحدة بأن المملكة تنتظر لترى النتيجة قبل انتقاد ذلك، رافضاً رفضاً صريحاً استبعاد سعي المملكة لامتلاك أسلحة نووية خاصة بها، إذا لم تنجح المفاوضات في منع مخاطر انتشار النووي بالمنطقة. وأكدت الصحيفة أن السعودية لديها مخاوف واسعة من التقارب الأمريكي الإيراني، خشية أن يقوض هذا نفوذهم وأمنهم الخاص، إلا أنهم خلال السنوات الماضية أشاروا إلى أن المملكة قد تتحول إلى باكستان إذا شعروا أنهم مهددون من قبل إيران النووية، كما قامت القوات السعودية باستعراض صواريخ باليستية متوسطة المدى صينية الصنع – قادرة على الوصول إلى طهران – في موكب حضره الجنرال المسؤول عن الترسانة النووية الباكستانية، في خطوة قال عنها المحلل في معهد بروكينجز، بروس ريدل: إنها "إشارة محسوبة جداً". وأبانت الصحيفة بأنه وبدلاً من مواجهة الولاياتالمتحدة مباشرة، اتخذت السعودية اتجاها آخر، بتوحيد صف الدول في منطقة الخليج، إلا أن عمان كانت بمثابة الثغرة في ذلك كونها وسيطاً على المدى الطويل بين الولاياتالمتحدةوإيران. وأكدت الصحيفة أن المشهد الحالي في المنطقة درامي، نظراً لما تشنه القوات السعودية بالتحالف مع العديد من الدول العربية والخليجية، ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وسط دعم من الولاياتالمتحدة في هذه العملية بالترتيب مع الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي، الذي وصفته الصحيفة بالقوي. وأبرزت الصحيفة ضمن تقريرها تصريحات للسير وليام باتي، السفير السابق لبريطانيا في الرياض الذي أكد أن بعض المسؤولين السعوديين يخشون من عودة إيران إلى أيام الشاه قبل الثورة الإسلامية التي شهدتها البلاد عام 1979، حين كانت إيران وقتها الحليف المفضل للولايات المتحدة بالمنطقة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الجارديان : السعودية تعاملت بذكاء أكثر من إسرائيل بشأن نووي إيران