تحدّث الأمير محمد بن سلمان؛ عمّا تعرَّضت له خزانة المال السعودية من اختلاسٍ وهدرٍ طوال العقود الثلاثة الماضية، وقال خلال لقائه مع فريدمان: "هذا ما حدث، فلطالما عانت دولتنا من الفساد منذ الثمانينيات حتى يومنا هذا.. وتقول تقديرات خُبرائنا: إن ما يُقارب 10 % من الإنفاق الحكومي كان قد تعرَّض للاختلاس أو الهدر منذ بداية الثمانينيات بواسطة الفساد، من قِبل كلتا الطبقتين: العُليا والكادحة. وعلى مر السنين، كانت الحكومة قد شنّت أكثر من "حربٍ على الفساد" لكنها فشلت جميعًا.. لماذا؟ لأن جميع تلك الحملات بدأت عند الطبقة الكادحة صعوداً إلى غيرها من الطبقات المرموقة. ولذلك، فإنه عندما اعتلى والده – الذي لم يسبق أن اُشتبه فيه بتهم تتعلق بالفساد على مرّ العقود الخمسة التي كان فيها أميراً لمدينة الرياض – سُدة العرش في عام 2015م (في الوقت الذي كانت أسعار النفط فيه مُنخفضة)، قام بقطع عهدٍ على نفسه بوضع حدٍّ لهذا كُله. وقال إم بي إس: "رأى والدي أنهُ ليس من المُمكن أن نبقى ضمن (مجموعة العشرين)، في حين تنمو بلادنا بهذا المستوى من الفساد". ففي وقتٍ سابق من عام 2015م، كان أول الأوامر التي أعطاها والدي لفريقه هي جمع كل البيانات المُتعلقة بالفساد لدى الطبقة العُليا. ولقد ظل الفريق يعمل لمدة عامين كاملين حتى توصلوا لجمع هذه المعلومات الأكثر دقةً، ومن ثَم جاءوا بنحو 200 اسم.