أكّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمته أمام القمة العربية بالأردن، اليوم، أن الشعب السوري الشقيق مازال يتعرّض للقتل والتشريد ويجب إيجاد حل سياسي للأزمة. وقال حفظه الله: يجب ألا تشغلنا الأزمات في المنطقة عن أهمية القضية الفلسطينية، ونؤكّد على وحدة اليمن وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة وفقاً للمبادرة الخليجية والقرارات الدولية ونؤكّد ضرورة وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين في اليمن. وتابع: أخطر ما يواجه أمتنا هو التطرف والإرهاب ما يفرض ضرورة تضافر الجهود.. والتدخلات الخارجية في الشؤون العربية الداخلية انتهاكٌ للقوانين، وعلى الليبيين الحفاظ على أمن ليبيا والوصول إلى حل سلمي. وفي بداية كلمته قدّم الملك الشكر للأردن حكومةً وشعباً على استضافة القمة، كما شكر جمهورية موريتانيا الشقيقة على جهودها بالقمة السابقة. وجاءت كلمة خادم الحرمين كالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة رئيس الدورة الحالية للقمة العربية أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني أن أتقدم بالشكر والتقدير لجلالتكم وللحكومة والشعب الأردني الشقيق لاستضافة هذه القمة مشيداً بدقة الترتيب وحسن التنظيم. كما أتوجه بالشكر للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، بقيادة فخامة الأخ الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، على ما بذلته من جهود كبيرة خلال رئاستها القمة السابقة. والشكر موصول لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكافة العاملين بالجامعة. جلالة الملك .. الحضور الكرام .. يجب ألا تشغلنا الأحداث الجسيمة التي تمر بها منطقتنا عن تأكيدنا للعالم على مركزية القضية الفلسطينية لأمتنا. والسعي لإيجاد حل لها على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. أيها الإخوة .. ما زال الشعب السوري الشقيق يتعرض للقتل والتشريد، مما يتطلب إيجاد حل سياسي ينهي هذه المأساة، ويحافظ على وحدة سوريا، ومؤسساتها وفقاً لإعلان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254). وفي الشأن اليمني، فإننا نؤكد على أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره.. وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمينة وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، كما ندعو إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية. وفيما يخص ليبيا، نرى أن على الإخوة في ليبيا العمل على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الأراضي الليبية ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب وصولاً إلى حل سياسي ينهي هذه الأزمة. الإخوة الحضور.. إن من أخطر ما تواجهه أمتنا العربية التطرف والإرهاب الأمر الذي يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمحاربتهما بكافة الوسائل. كما أن التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية تمثل انتهاكاً واضحاً لقواعد القانون الدولي، وسيادة الدول، ومبادئ حسن الجوار. أيها الإخوة.. تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبرى لقضايا التنمية والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية، ومن المهم تفعيل كافة القرارات التي تهدف إلى تطوير وتعزيز العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي. أيها الإخوة.. إن إعادة هيكلة جامعة الدول العربية، وإصلاحها وتطويرها أصبحت مسألة ضرورية ينبغي الإسراع في تحقيقها. وفي الختام أرجو الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير أمتنا العربية، وأن تكلل أعمال قمتنا بالنجاح والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.