حث سماحة المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، على صيام يوم عاشوراء، داعياً الآباء لترغيب أبنائهم وحثهم على صيامه شكراً لله، واتباعاً للسُّنة. وفي التفاصيل، قال سماحة مفتي السعودية: "فلنصم يوم عاشوراء شكراً لله، ولنأمر أبناءنا وبناتنا، ونرغبهم في ذلك؛ لأنه عمل صالح، وشكر لله، واتباع لسُنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -". مشيراً سماحته إلى أن في صيام تاسوعاء وعاشوراء فضلاً من الله عظيم، واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة الماضية". ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: "ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يتحرى فضله إلا هذا اليوم. يعني يوم عاشوراء". وأضاف سماحة المفتي متحدثاً عن فضل يوم عاشوراء: عندما قَدِم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مهاجراً رأى اليهود يصومون اليوم العاشر، فسألهم، فقالوا هذا يوم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله، ونحن نصوم كذلك. فقال صلى الله عليه وسلم "نحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه، وأمر بصيامه. وأكد سماحته أن أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أولى الناس بالأنبياء كلهم؛ لأنهم آمنوا بهم جميعاً وصدقوهم، وعلموا وشهدوا أنهم رسل الله حقاً، فلهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام "نحن أولى وأحق بموسى منكم"، وصامه، وأمر بصيامه. فلما كان في آخر حياته قال "لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع"، لكنه توفي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يصوم اليوم التاسع. وكان سماحة المفتي العام للسعودية قد حث في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض المسلمين على تقوى الله - عز وجل - واغتنام الأوقات، والتبصر فيما مضى منها، داعياً إلى محاسبة النفس على أعمال العام الماضي، والتوبة إلى الله عز وجل. وأكد سماحته أهمية الوقوف مع النفس ومحاسبتها، والتفتيش في مسيرتها قبل أن تحاسَب يوم القيامة، مبيناً أن الله - جل وعلا - خص هذه الأمة بأن جعل التوبة لها ملجأً من الخطايا والسيئات، وجعل توبتها ندماً وإقلاعاً من الذنب وندماً على ما مضى وعزماً صادقاً على ألا يعود. والله جل وعلا رحمهم من المعاصي؛ فشرع لهم التوبة فيما بينه وبينهم، وذاك فضل الله يؤتيه من يشاء. أما توبة من قبلنا فكان إذا أخطأ المرء خطأً كُتبت خطيئته على بابه، فإذا تاب منها محيت خطيئته. وجعل الله توبة بني إسرائيل أن يقتل بعضهم بعضاً. يُشار إلى أن "عاشوراء" يوافق يوم الاثنين القادم العاشر من شهر المحرم.