حذّر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء المسلمين من التلوث بالأفكار الضالة والدعايات المضللة للذين أفسدوا في الأرض ويرفعون شعارات يظنون أنها تنفعهم وأنهم على أسس إسلامية ومن دول إسلامية. كما حذر من التعدي على الأموال العامة ظلماً وعدواناً أو الحصول على أموال لا يعرف حلها من حرمتها أو أموال يعرف حرمتها كالرشوة، وكذلك من الأعمال القبيحة كعقوق الوالدين، أو قطع الرحم، أو التهاون في أداء الصلاة في أوقاتها، أو غش الناس في بيوعهم. ودعا المفتي المسلمين خلال خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، بمناسبة دخول العام الهجري الجديد، إلى المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله من سيئاتهم وأعمالهم. وقال : «أخي المسلم، قد تكون في مرحلة شبابك وطيشك ممن اقترف بعض المحرمات أو فعل بعض الجرائم فتب إلى الله من ذنوبك قبل أن يحال بينك وبين التوبة، إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر». وأكد أهمية الوقوف مع النفس ومحاسبتها والتفتيش في مسيرتها قبل أن تحاسب يوم القيامة، مبينا أن الله جل وعلا خص هذه الأمة بأن جعل التوبة لها ملجأً من الخطايا والسيئات وجعل توبتها ندمًا وإقلاعًا من الذنب وندمًا على ما مضى وعزماً صادقاً على أن لا يعود، والله جل وعلا رحمهم من المعاصي فشرع لهم التوبة فيما بينه وبينهم وذاك فضل الله يؤتيه من يشاء، وأما توبة من قبلنا فكان إذا أخطأ المرء خطأً كتبت خطيئته على بابه فإذا تاب منها محيت خطيئته، وجعل الله توبة بني إسرائيل أن يقتل بعضهم بعضاً. وأوضح أن من فضائل التوبة أن الله وعد بقبولها لمن كانت توبته صادقة نصوحًا كما أنها سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، قال عز وجل: ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا). ومن فضائلها كذلك أن الله يبدل السيئات حسنات، قال الله تعالى :(إلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا). وقال: أيها المسلم التوبة إلى الله من جميع الذنوب والمعاصي لا تستثنى منها بل كل الذنوب مهما عظمت وكل الذنوب مهما كثرت فبالتوبة إلى الله تمحوها كلها وتبدل سيئاتك حسنات. وأفاد مفتي عام المملكة أن شهر الله المحرم أحد الأشهر التي قال الله فيها: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)، فشهر الله المحرم هو أول شهور العام كما اتفق الصحابة على ذلك. وقال: عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرا رأى اليهود يصومون اليوم العاشر فسألهم فقالوا هذا يوم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فيه فرعون وقومه فصامه موسى شكراً لله ونحن نصوم كذلك، فقال صلى الله عليه وسلم نحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه. وأكد أن أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أولى الناس بالأنبياء كلهم لأنهم آمنوا بهم جميعًا وصدقوهم وعلموا وشهدوا أنهم رسل الله حقاً، فلهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام نحن أولى وأحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه، فلما كان في آخر حياته قال لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع لكنه توفي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصوم اليوم التاسع. وبين آل الشيخ أن في صيام هذين اليومين فضل من الله عظيم. يقول أبو قتادة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «صيام يوم عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة الماضية». ويقول ابن عباس رضي الله عنهما «ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله إلا هذا اليوم يعني يوم عاشوراء».