حذّر مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كِبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الدعاة إلى الله وطلاب العلم، من النزاعات التي تؤثر على دعوتهم للناس إلى الخير وتصرفهم إلى الاشتغال بالترهات وبأمور لا قيمة لها عن الأمور المهمات من الدعوة إلى الله وتحذير الناس من السُّوء وجمع الكلمة. واستدرك بالقول: لكن ذلك يدل على ما في النفوس من أحقاد وبغضاء فيجب أن نكون صفاً واحداً وإلا تحول بين اجتماعنا ووحدتنا هذه التقسيمات وهذه الآراء والأفكار . وقال المفتي آل الشيخ: نحن بأمس الحاجة إلى لُحْمة وطنية إسلامية وأخوة صادقة تقف صفاً واحداً أمام كل التحديات التي تستهدف ديننا وأمننا وأخلاقنا. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها بالأمس ، بجامع الإمام تركي بن عبدالله بمنطقة قصر الحكم وسط مدينة الرياض: إن تقسيم المجتمع وتصنيفه وتوزيعه إلى فئات وآراء وأفكار ليكون المجتمع متفرقاً خطأ لأننا أمة متوحدة، داعياً سماحته إلى معالجة الأخطاء بالبعد عن النزاعات السيئة. ونوه آل الشيخ بأن تآلف القلوب بعد شتاتها من أعظم النعم، داعياً المسلمين لشكر هذه النعمة وتطبيقها وتقويتها. واستدل بالأحاديث النبوية التي نهت عن صفة التباغض ومنها قوله صلى الله عليه وسلم "لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ . ولفت إلى أن ذم التباغض هو ذم له ولكل سبب يفضي إليه وعدّد مفتي المملكة في هذا الصدد الأسباب المؤدية إلى التباغض والتي تتمثل في ضعف الإيمان والدين والتمسك بالكتاب والسنة، ووجود البدع والأهواء والمعاصي، وظلم العباد في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وطاعة الشيطان في التحريش بين الناس وإيقاع العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، والتكالب والتنافس على هذه الدنيا بغير حق شرعي، وبيع الإنسان على بيع أخيه وخِطْبته على خِطْبة أخيه وسوم أخيه على سوم أخيه، السعي بالنميمة، الهمز واللمز والسخرية بالمسلم، التجسس وظن السوء بالإنسان، الغضب، الحسد، المزاح الشديد، المراء والجدال بالباطل، وصف الإنسان بأوصاف سيئة بناء على ظن سيئ، مؤكداً على أن شأن المسلم ودينه وأخلاقه هو السعي للمحبة والمودة وجمع الكلمة .