قال وزير الصحة المكلف، المهندس عادل بن محمد فقيه إن 28 % ممن أصيبوا بفيروس "كورونا" من الممارسين الصحيين، وأغلب الوفيات فوق سن العشرين وأنه تم رصد 689 حالة حتى 5 شعبان، توفي منهم 283، وتماثل 353 للشفاء، وسجل شهر أبريل من هذا العام أكبر عدد من الوفيات؛ بينما شهد شهر مايو انخفاضاً بنسبة 80 % في عدد الإصابات، وأرجع "فقيه" الانخفاض اللافت في عدد المصابين خلال الأسابيع الخمسة الماضية إلى نجاح الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الوزارة، وقال: "نسبة الوعي بين المواطنين ارتفعت مقارنة بنسبتها مع بداية انتشار الفيروس، والوزارة ليست بصدد تخفيض مستوى الاستنفار الذي تعيشه مع استمرارها في التعامل بجدية واتخاذ الحيطة لمواجهة جميع السيناريوهات المحتملة". جاء ذلك في لقاء وزير الصحة المكلف، اليوم الأربعاء، في حضور وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم، أعضاء لجنة الشؤون الصحية والبيئة وعدداً من أعضاء مجلس الشورى.
وبدأ اللقاء بكلمة ترحيبية لنائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري، تحدث فيها عن تقدير المجلس لمبادرة وزير الصحة المتمثلة في الحضور إلى مجلس الشورى لشرح جهود وزارته في مواجهة فيروس كورونا واستعراض آخر المستجدات حول الفايروس، مشيراً إلى أن المجلس يشيد بحرص وزير الزراعة على حضور هذا اللقاء.
وقال نائب رئيس المجلس: "المجلس، ومن منطلق مسؤولياته تجاه الوطن والمواطن، قد تابع جهود وزارة الصحة في مواجهة الفيروس ويسجل في هذا اللقاء تقديره لهذه الجهود بشكل عام ولجهود وزير الصحة بشكل خاص، كما أن حضور وزير الزراعة يؤكد على مدى التعاون المثالي بين الوزارات بهدف تطبيق توجيهات القيادة الرشيدة في مواجهة هذا الفيروس".
وأضاف نائب رئيس المجلس: "المجلس على استعداد تام للتعاون مع وزارة الصحة وبقية الأجهزة الحكومية وتقديم الدعم اللازم لجهود مواجهة الفيروس؛ انطلاقاً من توجيهات وتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز؛ التي تؤكد دائماً على ضرورة التكامل والتعاون بين أجهزة الدولة في خدمة المواطن والحفاظ على صحته وسلامته".
من ناحيته، قال وزير الصحة المكلف: "أشكر المجلس وأعضاءه على ما أبداه الجميع من تعاون مع جهود الوزارة في مواجهة الفيروس، وإن اللقاء مع أعضاء لجنة الشؤون الصحية والبيئة وبقية أعضاء المجلس يمثل أهمية خاصة نظراً لتنوع الكفاءات والتجارب في المجلس والتي نرجو الاستفادة منها".
واستعرض المهندس عادل فقيه جهود وزارة الصحة في مواجهة الفيروس بقوله: "الوزارة انتهجت منهج التعاون والمشاركة مع جميع الجهات الحكومية المعنية لتوحيد الجهود حيث لجأت إلى ضمان تواجد العديد من الكفاءات من عدد من الجهات في عضوية المجلس الاستشاري الطبي الذي تأسس مؤخراً لتقديم الاقتراحات والنصائح التي تساعد في توجيه عمل الوزارة، كما أبرمت شراكات عالمية في هذا المجال".
وأضاف: "تم إنشاء مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة وهو يتكون من عدد من المنصات تبدأ بمنصة تحليل البيانات وبناء القدرة الاستيعابية والعمليات العلاجية والاتصال وغيرها من المنصات التي يقوم عليها عدد من الكفاءات من وزارة الصحة ومن خارج الوزارة".
وأردف "فقيه": "حتى تاريخ الخامس من شعبان تم رصد 689 حالة توفي منهم 283 حالة بينما تماثل 353 للشفاء، وقد شهر أبريل من هذا العام أكبر عدد من الوفيات؛ بينما شهد شهر مايو انخفاضاً بنسبة 80% في عدد الإصابات".
وأرجع وزير الصحة المكلف الانخفاض اللافت في عدد المصابين خلال الأسابيع الخمسة الماضية إلى نجاح الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الوزارة، وقال: "نسبة الوعي بين المواطنين ارتفعت مقارنة بنسبتها مع بداية انتشار الفيروس، وأعلن هنا أن الوزارة ليست بصدد تخفيض مستوى الاستنفار الذي تعيشه مع استمرارها في التعامل بجدية واتخاذ الحيطة لمواجهة جميع السيناريوهات المحتملة".
وقال "فقيه": "28% من المصابين هم من الممارسين الصحيين وأغلب الوفيات بين من هم فوق سن العشرين، بينما تعتبر حالات الإصابة بين الأطفال متدنية جداً، وتشير الإحصاءات إلى أنه كلما ازداد عمر المصاب ارتفعت احتمالات الوفاة، كما أن 64% من المصابين هم من السعوديين و36% منهم من المقيمين الذين هم في غالبيتهم هم من الممارسين الصحيين".
وأضاف: "الوضع في المشاعر المقدسة مطمئن وتسير جميع الإجراءات الصحية وفق ما هو مخطط له، ونؤكد استعداد كل المنشآت الصحية والعاملين فيها للتعامل مع أي حالات طارئة؛ حيث لم يتم تسجيل أي إصابات جديدة بين المعتمرين على الرغم من الكثافة التي تشهدها الأماكن المقدسة هذه الأيام".
وأردف وزير الصحة: "العمل الجماعي هو الحل المناسب لمواجهة مثل هذه الظروف، والوزارة منفتحة على الجميع ومستوى الشفافية لديها لا حدود له فيما يتعلق بإطلاع الجميع على الخطوات المتخذة وتقبل الآراء المعارضة وخصوصاً ما هو علمي منها".
وأوضح أن وزارته استعانت ببعض الجهات واستقطبت عدداً من الكفاءات للمساعدة في الإسراع بإنجاز المشروعات مع الاستفادة من بعض التجارب، مشيراً إلى أن وزارته لن تتأخر في الاستعانة بالكفاءات التي تحتاجها.
وبخصوص الدراسات الخاصة بعلاقة الإبل بفيروس كورونا، قال "فقيه": "العديد من الدراسات أثبتت أن الجمال قد تكون هي الخازن الأساسي له، وبموجب دراسة لوزارة الصحة ثبت أن الجمال كانت مصدر انتقال الفيروس للإنسان، وتحذيرات وزارة الصحة مستمرة بخصوص الاختلاط بالجمال وتناول حليبها لأن هذا الأمر مبني على دراسات علمية".
من جهته، قال وزير الزراعة: "الوزارة تدرك أهمية القطاع الحيواني لذلك فصلت هذا القطاع عن بقية القطاعات الأخرى، ولديها تجارب سابقة في التعامل مع حمى وادي المتصدع وأنفلونزا الطيور الذي حققت الوزارة في مواجهته نجاحاً أشاد العالم به لأنه كان مبنياً على التنسيق التام بين جميع الجهات الحكومية".
وأضاف: "الأمراض المحددة تتعامل معها الوزارة بالإجراءات المعروفة وقد حققت نجاحات مشهودة في هذا المجال، ووصلت مع بعض الأمراض إلى مرحلة إعلان خلو المملكة العربية السعودية منها بشهادات جهات عالمية مستقلة".
وأردف الوزير "بالغنيم": "أكبر التحديات التي تواجه وزارة الزراعة حالياً هو اضطرارنا إلى استيراد الثروة الحيوانية من الخارج، مع النقص الشديد في عدد الأطباء البيطريين حيث يعتبر هذا العدد هو الأدنى عالمياً".
وبخصوص علاقة الإبل بانتشار فيروس كورونا؛ قال وزير الزراعة: "رد الفعل من ملاك الإبل كان متوقعاً، وعلينا أن نستذكر تجربتنا مع أنفلونزا الطيور ورد فعل أصحاب مشروعات الدواجن في ذلك الوقت، لكن وزارة الزراعة تنحاز إلى صحة المواطن مهما كان الاحتمال ضئيلاً وذلك بغض النظر عن رد الفعل المتوقع".
وأضاف: "وزارة الزراعة على تواصل تام ووثيق مع وزارة الصحة في إطار مواجهة فيروس كورونا، وذلك من منطلق إيمانها بأهمية التعاون في هذا المجال، وضرورة الانفتاح على جميع الآراء والأطروحات العلمية".
في سياق متصل، قالت نائب رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئة في المجلس، الدكتورة منى آل مشيط: "نشكر وزيريْ الصحة والزراعة على مبادرتهما بالحضور إلى المجلس واطلاع لجنة الشؤون الصحية والبيئة وبقية أعضاء المجلس على الجهود والإجراءات المتخذة في مواجهة فيروس كورونا".
ثم فتح نائب رئيس مجلس الشورى المجال لمداخلات أعضاء لجنة الشؤون الصحية والبيئة وأعضاء المجلس الذي أشادوا بمبادرة وزيري الصحة والزراعة بالحضور إلى المجلس، ثم طرحوا عدداً من الملاحظات والاستفسارات حول انتشار المرض وآليات المواجهة المعمول بها الآن والخطط المستقبلية للجهات المعنية لضمان الاستعداد لمثل هذه الطوارئ.
وفي نهاية اللقاء؛ شكر نائب رئيس مجلس الشورى وزيريْ الصحة والزراعة على ما شهده اللقاء من شفافية وإيضاحات تبشر بأننا نسير في الطريق الصحيح لمواجهة هذا الفيروس وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، والتي تؤكد على خدمة المواطن والحفاظ على سلامته وصحته وتكثيف التعاون بين كافة قطاعات الدولة لتحقيق ذلك".
وقد حضر اللقاء نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم، نائب وزير الصحة للشؤون الصحية الدكتور منصور الحواسي، وعدد من أعضاء فريقي المجلس الاستشاري الصحي ومركز القيادة والتحكم وعدد من مسؤولي وزارتيْ الصحة والزراعة.
وحضر اللقاء من جانب مجلس الشورى: مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور فهاد بن معتاد الحمد، أمين عام مجلس الشورى الدكتور محمد بن عبدالله آل عمرو وعدد من أعضاء لجنة الشؤون الصحية والبيئة وأعضاء المجلس.