تخوض فرق الصدارة في دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين ، والمتمثلة في النصر والهلال والشباب والأهلي ، جولة محفوفة بالمخاطر في ختام مباريات الدور الأول للمسابقة ، عندما يلتقون مع التعاون و الفتح والعروبة والاتفاق على التوالي ضمن منافسات الأسبوع الثالث عشر، والذي يفتتح الجمعة بأربع مباريات ، ويختتم السبت بثلاث مواجهات . وسيكون النصر المتصدر بثلاثين نقطة عينه على نقاط مباراته مع التعاون يوم الجمعة ، لينهي الدور الاول محافظاً على صدارته وعلى المسافة بينه وبين أقرب ملاحقيه بأربع نقاط ، في حالة فوز الهلال ، لكن التعاون المنتشي بالتأهل لدور الثمانية لكأس ولي العهد ، وصاحب المركز الخامس في ترتيب فرق الدوري ، لن يكون صيداً سهلاً. كشفت مباراة النصر مع نجران ، والتي أقيمت يوم الاثنين الماضي ، ان الفريق الملقب بالعالمي ، يملك وفرة من اللاعبين الجاهزين ، تساعد الأوروجوياني كارينيو المدير الفني للفريق على اختيار ما يشاء من اللاعبين لتنفيذ الطريقة التي يريدها لأي مباراة. ولن يشكل ضغط المباريات وضيق الوقت بين المباراة والأخرى ، على كارينيو أي مشكلة في اختيار التشكيلة التي سيخوض بها مباراة الجمعة ، وإن كان سيعيد بعض اللاعبين الأساسيين الذين منحهم راحة في مباراة كأس ولي العهد أمام نجران ، أمثال محمد نور وخالد الغامدي ومحمد السهلاوي ، لكن الفريق سيفتقد إلى حارسه الأساسي عبد الله العنزي ، بعد أن أكدت الفحوصات الطبية التي اجراها في لندن عدم حاجته إلى تدخل جراحي، لكنه مطالب بالخضوع لبرنامج خاص لتقوية العضلات ، قد يستمر عشرة أيام. وسيكون الحارس الشمري جاهزا لتعويض العنزي ، خاصة بعد ما أبلى بلاء حسنا أمام نجران ، كما سيواصل إبراهيم غالب الغياب حيث يخضع لبرنامج تأهيلي ، على ان يكون المتألق شايع شراحيلي جاهزا كلاعب محور معه عوض خميس ، بينما في الهجوم سيجد كارينيو وفرة من اللاعبين الجاهزين ، بعد ان برهن البرازيليان إيلتون وإيفرتون على جاهزيتهما بما قدمه كل منهما في مباراة نجران ، ومعهما السهلاوي والراهب. ويولي النصر مباراة التعاون أهمية خاصة ، وهو ما عبر عنه صراحة رئيس النادي الامير فيصل بن تركي في تصريح سابق له ، حين قال "إن مباراة التعاون هامة وصعبة ، ولن تقل اهمية وصعوبة عن المباريات القوية التي خاضها الفريق في الجولات الماضية". في المقابل ، فإن التعاون المنتشي بالتأهل لدور الثمانية لكأس ولي العهد ، لن يكون لقمة سائغة للنصراويين ، خاصة ان الفريق يقدم مستويات لافتة في الفترة الاخيرة ، لكن من سوء طالع الفريق انه سيفتقد أهم اوراق الرابحة في هذا اللقاء ، بغياب نجمه وهدافه المحترف الكاميروني ايفولو ، صاحب المركز الثاني على قائمة هدافي الدوري حتى الآن بتسعة اهداف. ويحتل التعاون المركز الخامس ب 18 نقطة. في مباراة الثانية ، سيكون الاهلي صاحب المركز الرابع وبعشرين نقطة ، والعائد للانتصارات بعد غياب طويل ، في مهمة صعبة عندما يحل ضيفا على الاتفاق الجريح ، بعد خروجه من الكأس على يد الفتح. وسيسعى الصربي جوران المدير الفني للفريق الاتفاقي إلى تصحيح مسار الفريق ، والعودة من جديد إلى النتائج الإيجابية التي عرفها الاتفاقيون منذ تولي جوران المسؤولية ، خاصة انه رفض منح لاعبيه راحة عقب عودتهم من الأحساء بعد مباراة الفتح ، وبدا في دراسة الأهلي بواسطة عدد من أشرطة المباريات الاخيرة للفريق الأهلاوي. يحتل الاتفاق المركز السابع برصيد 16 نقطة. وعلى صعيد الفريق الأهلاوي فان مدربه البرتغالي فيتور بيريرا ، يخوض كل مبارياته الاخيرة بطريقة واحدة ، ولا يعدل فيها مهما كان المنافس، و قد أعلن ذلك صراحة في مرة سابقة ، حين قال "لن أغير طريقتي ولو واجهت برشلونة" . وتتلخص طريقة بيريرا في التكثيف العددي في وسط الملعب ، بهدف فرض السيطرة على منطقة المناورات والاستحواذ على الكرة ، مع اندفاع مصطفى بصاص او مونسورو بالتبادل ، من الخلف للأمام ، ليشغل أي منهما مهام رأس الحربة. وبدأت هذه الطريقة تؤتي أكلها في المباريات الأخيرة ، بعد فترة من الصيام عن التهديف ، كلفت المدرب اتساع الفجوة بينه وبين الجماهير الاهلاوية التي كانت ترى فيه في بداية الموسم أنه ضالة الفريق. وفي اليوم نفسه أيضا يحل الشباب صاحب المركز الثالث ب 21 نقطة ضيفا على العروبة العنيد في مدينة الجوف. ومازال الشباب يطمع في اقتحام صدارة الترتيب ، بالحفاظ على استراتيجيته المتمثلة في جمع النقاط ، على أمل ان يتعثر النصر والهلال ، و للحق فان الشباب تطور كثيرا في الفترة الأخيرة عكس بداياته ، عندما تولى المدرب الحالي البلجيكي فيريرا المسؤولية خلفا لمواطنه المقال برودوم. لكن العروبة الذي يقدم مستويات جيدة امام الفرق الكبيرة ، رغم أنه الموسم الاول له بين الكبار، يجيد علق مناطقه الخلفية ، مع التحول السريع من حالة الدفاع إلى الهجوم ، مما يشكل خطورة على المنافسين ،ويحتل العروبة المركز العاشر برصيد 13 نقطة. وتختتم مباريات الجمعة بلقاء الرائد والشعلة وهو متكافيء إلى حد بعيد ، ويؤكد ذلك ترتيب الفريقين على لائحة الترتيب ، حيث يأتي الرائد في المركز الحادي عشر ب 11 نقطة ، بينما يحتل الشعلة ، الذي تتطور كثيراً تحت قيادة البرتغالي ماكيدا ، المركز الثالث عشر بسبع نقاط. وفي يوم السبت سيجد سامي الجابر مدرب الهلال وفريقه مطالبين بتفادي مطب الفتح ، والفوز بنقاط المباراة ، إذا أردوا مواصلة مطاردة النصر المتصدر ، لكن المهمة لن تكون سهلة. الهلال عاد إلى سكة الانتصارات ، وتخلص من لعنة الديربي التي لاحقته منذ الخسارة امام النصر ، وبدأ الفريق يعرف الانتصارات من جديد ، وخاصة في مباراته الأخيرة أمام الشعلة ، الذي تجاوزه بأربعة اهداف ، ليحصد بطاقة العبور لدور الثمانية بكأس ولي العهد. ويغيب عن الهلال في مباراة السبت هدافه ناصر الشمراني الذي يتعافي من شد في العضلة الخلفية ، بينما عاد نواف العابد على التدريبات الجماعية ، كما سيعود للفريق لاعب الوسط سالم الدوسري ، بعد الإيقاف الذي اجبره على التوقف في الجولة الماضية ، كما بدا اللاعب الشاب سلطان الدعيع يستحوذ على ثقة الجابر ، في منطقة قلب الدفاع التي تعد ابرز ثغرات الفريق ، رغم وجود المحترف الكوري الجنوبي هوان، والذي وعلى ما يبدو سيكون على رأس قائمة المغادرين في انتقالات الشتاء. وسوف يعتمد الجابر على ياسر القحطاني كرأس حربة ، على أن يكون بديله يوسف السالم الذي لم يأخذ فرصته الكافية مع الفريق حتى الآن منذ قدومه من الاتفاق. على الجهة المقابلة ، ورغم ان الفتح في هذا الموسم لم يقدم المتوقع منه كحامل للقب ، إلا انه يقدم في بعض مبارياته بعضاً من ملامح شخصية البطل ، وكان أخرها امام الاتفاق ، عندما امطر مرماه بثلاثة أهداف ، ليبعده عن كأس ولي العهد ويتأهل لدور الثمانية . ومن مميزات الفتح صاحب المركز التاسع ب 14 نقطة ومدربه التونسي فتحي الجبال انه يجيد اللعب امام الفريق الكبيرة ، خاصة عندما يكون نجماه البرازيلي التون والكونجولي دوريس سالمو في كامل عافيتهما الفنية. وفي ثاني مباريات السبت يستضيف الاتحاد "المنهار" نظيره نجران ، لكن الاتحاد بطل آسيا السابق واحد فرسان الرهان في المسابقات المحلية ، يعاني من انهيار غير مسبوق ، وصل ذروته بالخروج من الكأس على يد الخليج أحد فرق الدرجة الاولى ، والذي نجح بلاعبي الصف الثاني في إقصاء العميد. ويجد المصري عمرو أنور نفسه في موقف لا يحسد عليه وهو يقود الفريق الاتحادي ، وهو في أسوأ حالاته ، بعد ان تكالبت عليه الظروف ، فبعد الخروج من الكأس أعلن المدرب عمر المحضار الاستقالة ، وكما لوح لاعبوه البرازيليون بعدم اللعب لعدم حصولهم على مستحقاتهم ، مما دفع أنور إلى استدعاء بعض عناصر الفريق الأولمبي. ويغيب عن الاتحاد الذي يقبع في المركز الثامن ب 15 نقطة ، لاعب الوسط محمد ابو سبعان لحصوله على ثلاث بطاقات صفراوات ، والهزيمة امام نجران ستكون ضربة قاتلة لعميد الاندية السعودية. في المقابل فان نجران الخاسر بالأربعة من الأهلي في الكأس ، سيحاول مدربه جوكيكا بكل ما يملك ، استغلال ظروف الاتحاد لعلاج جراح خروجه من الكأس ، ويحتل مجران المركز السادس ب 18 نقطة. وتختتم الجولة الثالثة عشر والأخيرة من الدور الاول للدوري السعودي بمباراة النهضة والفيصلي ، وتبدو متكافئة ، عطفا على تطور النهضة في المباريات الاخيرة ، وتراجع الفيصلي نسبيا. النهضة في المركز الاخير بأربع نقاط ، والفيصلي في المركز الثاني عشر ب 11 نقطة.