هل من الممكن أن تتولى سيارتك القيادة بدلاً منك خلال غفوتك القليلة أثناء سفرك الطويل المرهق ؟ وهل كان مسلسل نايت رايدر Knight Rider الذي يحكي قصة سيارة عجيبة اسمها (كيت) تتحدث مع صاحبها وتقود نيابة عنه وتنقذه في المواقف الحرجة هل كان استباقاً للأحداث بأكثر من ثلاثين عاماً ؟ أم أنه التطور الطبيعي للعلم ولجهد العلماء ؟ ولم لا ؟ فالشركات تنفق المليارات على الاستثمار في هذا المجال .. فإذا كان القانون يحظر استخدام الهواتف المحمولة اثناء القيادة، لكن شركات صناعة السيارات تأمل في ان تدفع التكنولوجيا المستخدمة في الهواتف الذكية إلى تغيير الطريقة التي نستخدم بها سياراتنا. ويعني ذلك إدخال ثقافة التطبيقات الإلكترونية إلى السيارة، بدءا من خدمة تحدد ساحات الانتظار المتاحة وحجز المطاعم المحلية او معرفة الاتجاهات التي تعرض أمام قائد السيارة على زجاج السيارة الامامي. وتعتمد جميع هذه الخدمات على ربط السيارة بشبكة الانترنت بما يسمح بتدفق المعلومات دون عناء من خلال اوامر صوتية يصدرها قائد السيارة. وترى شركة انتل ان السيارات المتصلة بخدمات الانترنت هي بالفعل ثالث اسرع التكنولوجيات المتنامية بعد الهواتف والحواسيب اللوحية. وقال جاك بيرغويست من شركة “اي اتش اس” للمعلومات إن “شركة فورد أعلنت بشكل قاطع ان هذه الميزة تعزز مبيعات سياراتها”. واضاف أن “ما يزيد على 50 في المئة من المستهلكين يستهويهم وجود جهاز قادر على الاتصال بالانترنت”. وهناك بالفعل تطبيقات تحدد اماكن المحطات المحلية للتزود بالوقود وأسعاره، أو طرقا مختصرة للوصول لمدينة ما وتوجد ايضا تطبيقات تحدد لقائدي السيارات ساحة الانتظار المتاحة لسياراتهم في بعض المدن الكبرى، وذلك عن طريق استخدم اجهزة استشعار إلكترونية او تحليل صور جوية لرصد المساحات في الشوارع . ولا عجب أن شركة انتل وحدها ستستثمر 100 مليار دولار خلال السنوات الخمسة المقبلة في شركات تعمل في تسريع استخدام الانترنت في قيادة السيارات. وقال بيرغويست “بحلول عام 2014 ستكون جميع السيارات التي تبيعها بعض الشركة الكبرى مزودة بنوع من اجهزة الاتصال بالانترنت”. وأن الشركات ستفق نحو ثلث ميزانيتها على إدخال برامج عرض تلفزيونية إلى السيارات وانظمة التكنولوجيا داخل السيارات”.