شدد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى على رفض الدول العربية بالإجماع للتدخلات الإيرانية فى شئونها الداخلية، قائلا: تحدثنا عن هذا الأمر مرارا، ولكن لم يحدث أى تغير للسياسة الإيرانية. جاء ذلك خلال تصريحات له على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى الذى يعقد حاليا بالعاصمة البحرينية المنامة للإعداد للقمة الخليجية ال 33 التى تنطلق فعالياتها اليوم بالبحرين. وقال الفيصل، إن إيران تحاول استغلال الظروف للتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، مضيفا أنه إذا كان هذا التدخل فى صالح الدول العربية كان من الممكن أن نقبله ونفهمه، ولكن إذا كان الأمر لإثارة الفتن فهذا أمر غير مقبول. وأشار الفيصل إلى أن كل قمة ولها وضعها وموضوعاتها الجديدة التى تناقشها، منوها إلى أن القضايا التى سيتم طرحها فى الأساس على تلك القمة ستصب فى صالح التعاون بين دول المجلس والعمل على إنجاز ما يمكن إنجازه من أجل الوصول إلى أفضل مشاركة وتعاون وتنسيق فيما بينهم. من جانبه أكد وزير الخارجية البحرينى الشيخ خالد بن حمد آل خليفة على حرص دول الخليج على استكمال متطلبات المواطنة الخليجية الكاملة والاتفاق على جميع خطوات التنسيق والتعاون لتحقيق الهدف الأسمى من أجل حياه آمنة ومستقرة لمواطنى دول مجلس التعاون الخليجى. قال فى كلمة الافتتاح أمام اجتماع المجلس الوزارى التكميلى للدورة 125 للمجلس الأعلى لدول الخليج أن آمال وتطلعات القادة الخليجيين تتلخص فى دعم قوة المجلس وبخاصة فى المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية والثقافية. وأضاف أن الاجتماع الوزارى يمثل علامة مهمة فى العمل الخليجى المسترك ليعكس تطلعات وآمال قادة دول الخليج التى تتلخص فى المزيد من الروابط وتعزيز الوحدة. ورحب الشيخ خالد الذى ترأس الاجتماع الوزارى بوزير الخارجية اليمنى أبو بكر القربى الذى شارك فى الاجتماع مؤكدا حرص مجلس التعاون على استقرار اليمن سياسيا وأمنيا نظرا للروابط الأخوية التى تجمع الطرفين وإدراكا من دول المجلس للتحديات الجسيمة التى تتطلب التنسيق المشترك. وقال إن دول الخليج سعت من خلال مبادرتها لحل الأزمة اليمنية العام الماضى إلى تحقيق الأمن والاستقرار من خلال تسوية سياسية لنقل السلطة وفقا للمبادرة الخليجية. من جانبه قال وزير الخارجية اليمنى فى كلمته إن المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية أخرجت اليمن من مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية موضحا أن المبادرة فتحت أبواب مستقبل جديد يشارك كل اليمنيين فى صياغته. وأضاف القربى أن المبادرة الخليجية جاءت لتعيد العلاقات اليمنية الخليجية وتفتح صفحة جديدة فى العلاقة بين الجانبين لتعزيز المصالح المشتركة والنية الصادقة من قادة دول مجلس التعاون الخيجى للوقوف مع اليمن والسير معه فى طريق تنفيذ المبادرة الخليجية. وأكد حرص القيادة اليمنية على إعادة الأمن والاستقرار فى اليمن وإعادة الخدمات الأساسية للمواطنين من كهرباء ومحروقات وخدمات صحية وتشكيل حكومة توافق وطنى وفقا للمبادرة الخليجية، إضافة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وشدد القربى على ضرورة دعم اليمنين لتنفيذ المرحلة الانتقالية الثانية التى تنتهى فى فبراير من عام 2014، بإجراء الانتخابات البرلمانية والسياسية من خلال مشاركة دول الخليج فى رعاية الحوار الوطنى الذى سينطلق مطلع العام المقبل. وقال إن الأوضاع اليمنية لا يمكن أن تستقر دون تحقيق تنمية شاملة وتحسين ظروف المواطنين داعيا إلى أهمية الإسراع فى تنفيذ المشروعات وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وأشار إلى علاقة دول مجلس التعاون الخليجى مع مختلف القوى المنية السياسية والاجتماعية التى يمكن أن تساهم فى تشجيع تلك القوى فى المشاركة فى الحوار.