من الأنماط القصصية الشائعة في أدبنا العربي قصص اللصوص والصعاليك وأصنافهم ، كما أوردها الجاحظ وغيرة في كتبهم ، فهذه الفئة منبوذة طبقياً واجتماعيا من الفئات الاجتماعية الأعلى ، وتعيش على هامش المجتمع ، ومن الناحية الأخرى فهي تعيش البطولة خارج القانون ، لقد قدر لهذه الفئات المتمردة أن تكون رافضة للواقع المأساوي الذي تعيش فيه وأن تلقى مقاومة عنيفة من حكامها وسلاطينها . أن من المتناقضات في هذه الطوائف وعبر التاريخ أنها تزعمت حركات المقاومات الشعبية كما حدث في بغداد ودمشق والقاهرة دفاعاً عن أوطانها ضد الغزو الأجنبي ، في حين كانت الطبقات العليا تهادن خوفاً على مصالحها وتعلن الولاء والطاعة للسيد الجديد . إن مثل هذه الانتفاضات والهبات الشعبية التي كان يقودها هؤلاء إنما كانت لتصحيح المسار ورفع الظلم عنهم فكما يقال ....( مطلب شرعي من حاكم غير شرعي) . ما يحدث في عالمنا العربي في هذه الأيام أو ما يسمي بظاهرة ( الربيع العربي) لهوا واقع مشهود ...على مثل هذه الفئات ، ودورها التاريخي منذ قديم الأزل وإن اختلفت أنماطها وأساليبها من زمن إلى آخر .... في تغيير الواقع وإعلان التمرد والعصيان بالثورة عليه . ( إذاً هو تغيير من أجل التطوير والتحسين لأوضاعهم ..... لا تغيير من الجل التغيير ...) فكما قال ..( عمرو الوراق ) ... وهو محقرا من شأن هؤلاء الذين هزموا جند المأمون ، ولكنه لا يستطيع أن ينكر دورهم البطولي : عريان ليس بذي قميص ...... يغدو على طلب القميص يعدو على ذي جوشن ....... يعمى العيون من البصيص في كفه طرادة ...... حمراء تلمع كا لفصوص حرصا على طلب القتال ....... أشد من حرص الحريص يدنو على سنن الهوان ...... وعيصه من شر عيص وقفه : ليس ما يحدث في أقطار الربيع العربي في هذه الأيام نجزم أنهم جميعا من هذه الفئة ولكن وبلاشك أن لهم دور هام في هذا التغيير تناساه من تناساه ..... وجهله من جهله ..... ( وجهة نظر) ..... دمتم بخير د. خالد محمد الثبيتي