* ربما لهذا السبب أكتبُ وأمارسُ هذه المهمّة الشاقّة، ولهؤلاء القرّاء الذين هم أثمن ما في الحياة عندي، أكتبُ لهم اليوم من خلال ما كتبوه لي في رسالة مملوءة بالحزن والأسى، والتي قالوا لي فيها: (نحن أبناء هذا الوطن تخرّجنا في كليات طبية، وقدّمنا على وظائف في جامعة الطائف (معيد أو محاضر)، علمًا بأنه كان لدينا الفرصة بأن نلتحق بوزارة الصحة، حيث تعتبر رواتبهم أعلى بكثير من رواتب الجامعة، ولكن كان تنازلنا عن الفرق في الراتب بهدف تطوير أنفسنا، وإكمال تعليمنا العالي، حيث تخصصاتنا مختلفة، فبعضنا متخصص في الفيروسات، وبعضنا في الأمراض المعدية، وبعضنا في المختبرات، وبينما نحن في الجامعة، وكنا على سلّم هيئة التدريس صدر قرار بصرف بدل ندرة للتخصصات الطبية لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، لتحفيز كل الذين في القطاع الصحي للانضمام لهيئة التدريس، حيث الراتب الأساسي للطبيب في وزارة الصحة يعادل 10000 ريال، بينما راتب المُعيد لا يتجاوز الستة آلاف ريال، وفرحنا بذلك، وبقينا نستلم بدل الندرة طيلة فترة ما قبل الابتعاث، هذا البدل الذي تمت مصادرته بعد ذلك، وإلى هنا والحكاية لم تنتهِ، بل استمرت لتصل إلى حرماننا من الراتبين اللذين قدمهما ولي أمرنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين أبو متعب -يحفظه الله- من روحه الطيبة لكافة أبناء الشعب).. وسؤالي هنا هو عن السبب الذي حرم هؤلاء من حقهم وهم من المستحقين، أليس في هذا فعل عجيب..؟! * أرأيتم كيف يستطيع بعض الناس بقرار فردي حرمان فئة -هي في أمسّ الحاجة للدّعم والمساعدة- من حقوقهم، فئة ذهبت وغادرت أرض الوطن، وقبلت بالغربة للدراسة، ليعودوا للوطن، ويخدموه بكل الحب والولاء، أرأيتم كيف تنتهي الحكايات الجميلة إلى أسف، وتعب، وحرمان، من أناس يفترض أنهم يُقدِّرون العلم، ويعملون جاهدين من أجل نصرة كل الباحثين والدارسين في كل مكان، سواء كانوا هنا، أو في خارج الوطن؟ أرأيتم كيف تكون بعض القرارات الفردية شديدة الإيلام على رؤوس مَن يكابدون ويلاتها..؟! * خاتمة الهمزة في قول الشاعر (ألم البتر وإن كانت يد شلاء يضني) هي خاتمتي التي أرفعها للمسؤولين في جامعة الطائف، وأقول لهم: أعيدوا النظر في قراراتكم التي كانت ضد هؤلاء المبتعثين.. وهي خاتمتي، ودمتم.