· أكبر خطأ هو أن تسأل الشبعان والمتخم عن الفقر وعن الجوع والمصيبة الأكبر هي أن تأتي إجابته البعيدة عن الحقيقة بطريقة إنشائية لأنه لا أحد يستطيع أن يصف الجوع وحياته كلها ترف في ترف وشبع في شبع والمفترض ان يعتذر مثله عن الإجابة ليترك الفرصة لرجل عاش الفقر بكل تفاصيله مع الحياة التي علمته كيف ينام جائعا وكيف يغادر منزله وعواء أمعائه تعزف أنغاما صاخبة.. وقضيتي هنا هي أن يقدم الإعلام اليوم الأحاديث من أفواه البسطاء الذين هم اول من يتأثر بالغلاء وأول من يحلم بالفرح وأول من يتمنى أن تكون الحياة كلها في يمينه ليقدمها منه لأسرته وأطفاله الذين يعيشون معاناتهم مع الحرمان ومع الدخل المحدود ويغضبون جدا حين ترتفع أسعار بعض السلع الأساسية قرشا مثل هؤلاء كان علينا أن نسألهم عن رأيهم وعن مشاعرهم وأحاسيسهم بدلا من أن نسأل مسؤولا عن مشاعره تجاه حدث معين وهي بالتأكيد مشاعر مفرحة لأنه يملك كل مقومات الحياة كما انه يستطيع أن يحقق لنفسه وأسرته كل ما يريدونه وبالتأكيد ان إجابته حتى وإن كانت مرتبة وصادقة إلا انها سوف تكون ابعد من ان تخدم القرار لأنها لم ولن تقدم نبض الشارع الفعلي وهنا فإني أتمنى ان نقدم في إعلامنا الحديث حقائق أكثر أهمية بدلا من تلك الحكايات التقليدية وهو فعل يبدو غريبا في زمن المعلومة السريعة التي تصل الناس في لمح البصر وبالتالي هم لا يريدون من أحد أن يقرأ لهم ماحدث لأنهم هم يعلمون كل ما حدث وما سوف يحدث !!!...،،،، · الزمن اليوم اختلف بكثير عن الأمس وكل الذي لم يكن ممكنا بالأمس أصبح اليوم ممكنا فمثلا كان التواصل مع الكاتب يكاد يكون هو المستحيل والصعب أما اليوم فبسهولة تستطيع ان تصل لمن تشاء ويصل إليك من يريد ويتحدث معك لدرجة ان القارئ اليوم أصبح قادرا على فعل كل شيء وربما يصل الأمر للحدود التي تضعك ككاتب بين قوسين ولا عيب في ذلك وعلى الكاتب أن يقبل الرأي ويناقشه بذهنية تعي قيمة الحوار وأهميته لاسيما وان للقارئ مكانة وقيمة يحرص عليها كل الكتاب وكثيرون هم القراء الذين يجادلون بحجة ويكتبون بثقة ويطرحون آراءهم بشفافية من هؤلاء دعشوش الله على دعشوش هذا !! ومسعد وناصح امين ومواثيق وكل قارئاتي وقرائي الرائعين لأن كلهم اروع من كلهم إناثهم والذكور وهذا أحمد الحارثي الذي أذكر ما كتبه لي في تعليقه على مقالي المعنون( ميزانية غير )حين كتب لي(فرحنا يانسيب معك لأننا اعتدنا على ان تكون الميزانية مبالغ ضخمة ومشاريع كبيرة وتنمية تحتاج للزمن لتصل للمواطن ومن ثم عاد وانتقد العملية الإعلامية انتقادا لاذعا!! ) وفي ذهني ان المواطن اليوم لا يريد أن ينتظر كما أصبح لا يطيق الصبر لأنه يريد أن يصل لأحلامه قبل ان يقوم من مكانه ومن حقه ان يتمنى ذلك ومن حقه أن يفرح ويحيا سعيدا ، أرأيتم أين وصل الوعي ومن هنا فإنني أتمنى أن تنتهي حكايات الوصاية وحكايات الفلسفة كأن يقرأ لي كاتب ما الحدث او يطبل على رأسي ليس إلا ليصل هو وأموت أنا في كمدي وغيظي وبكلمتين يكون رد هذا الجيل عليه ليقولوا له ( مع نفسك حبيبي ) كما اتمنى ان تستقى المعلومات من افواه الناس ومن نبض الشارع وصوت المواطن الذي هو المعني بكل القرارات أليس في اتباع هذا فكر حديث يحاكي العصر واللحظة !! ..،،، ·( خاتمة الهمزة) ..أصدق الكلمات هي تلك التي يقولها البسطاء فصدقوهم حين يقولون لكم نحن لا نعرف البسمة ولا اللحمة ولا الحلوى ولا فرق بين أول يوم في الشهر ولا آخر يوم فيه ولأن مثل هؤلاء هم الذين لا يعرفون الكذب ولا المجاملة أرى أنهم هم أولى بالحديث لا أزيد هذه خاتمتي ودمتم