أعلمُ أنّ في الطائف لجنة تُسمّى (لجنة تنشيط السياحة)، وأعلمُ أنها (زعلت) منذ فترة من اختيار هيئة السياحة لقرود البابون كإشارة للمعالم السياحية بالطائف في إحدى خرائطها بدلاً من المعالم الأثرية والتاريخية المهمّة، لكني لا أعلم ما الذي يُبرّر (زعلها) ويجعلني ككاتب محايد أتعاطف معها وأؤيد موقفها!. فمن ناحية القرود، فمُذْ كنتُ طفلاً وهذه القرود تستقبل السُيّاح عند أهمّ مداخل الطائف بدلاً من الورود قائلةً لهم: أهلاً وسهلاً، ولم تفعل اللجنة شيئًا لإقناع الجهات المختصّة بإبعاد هذه القرود البشعة بمؤخّراتها الحمراء عن مواجهة السُيّاح إلى حدائق الحيوانات أو المحميات الفطرية، وأبشّر اللجنة فقد تجرّأت القرود ووصلت إلى فنادق منطقة الهدا السياحية، وقد نسمع قريباً خبراً عن سائحٍ طفلٍ هاجمه قرد أو سائحةٍ طفلةٍ اختطفها قردٌ آخرٌ ليُلْحِقها بقطيع إناثه!. ومن ناحية المعالم الأثرية والتاريخية، فأسوق (3) دلائل على سلبية هذه اللجنة تجاهها، وهي: فشلها في إقناع الجهات المعنية لتحسين وضع مسجد عبدالله بن العبّاس الذي تدهور كثيراً رغم أنه أهمّ معالم الطائف الأثرية والتاريخية، وفشلها في ضبط أسعار الفنادق والشقق المفروشة التي رغم تواضعها تناطح بل تفوق أسعار أفضل وأجمل فنادق ماليزيا، وجهل معظم السُيّاح لموقع مسجد الكوع الذي وقف فيه نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم عند قدومه للطائف، فيظلّون يبحثون عنه كمن يبحث عن إبرة وسط قشّ، ثمّ إذا عثروا عليه انهالت عليهم تحذيرات السُكّان بكافة اللغات بأنّ زيارة هذا المكان هي من البدع والمُنكرات!. لجنة تنشيط السياحة في الطائف لا تنشط إلاّ عند زيارة كبار المسؤولين للطائف، هذه هي الحقيقة (زعلت) اللجنة أم لم (تزعل)، هي وقرود الاستقبال!.